توالت اليوم، الثلاثاء، بلاغات من سفارات المكسيك وبلغاريا والنمسا لدى إيطاليا بالعثور على طرود مفخخة، لكن تبين أن جميعها كاذبة. ففى حوالى التاسعة من صباح اليوم، أبلغت سفارة المكسيك عن اشتباهها فى طرد، خاصة وأن المرسِل مجهول وانتقل للسفارة خبراء المتفجرات والشرطة الذين اكتشفوا أنه يحتوى على كتاب، أما طرد سفارة بلغاريا فقد اكتشف الخبراء أنه عبارة عن لوحة ملفوفة بورق مخصص لحماية الأشياء القابلة للكسر، وفى سفارة النمسا لم يكن الطرد سوى هدية بمناسبة أعياد الميلاد. وكانت 12 سفارة أجنبية لدى إيطاليا قد أبلغت أمس عن اشتباهها فى طرود منها فنزويلا والسويد وفرنسا وإمارة موناكو وسلوفينيا والأرجنتين واستونيا والدنمارك والكويت وألبانيا وفنلندا، علاوة على اليونان التى كان بها الطرد الوحيد المفخخ . هذا ورغم أنه لم يعلن أحد المسئولية عن طرد السفارة اليونانية إلا أن المحققين يتجهون لإلقائها على الفوضويين الذين أرسلوا طرودا يوم الخميس الماضى إلى سفارتى تشيلى وسويسرا، نظرا لأن القنابل متماثلة فى كل الطرود. جدير بالذكر أن جماعة تطلق على نفسها "الاتحاد الفوضوى" قريبة من الحركات المتطرفة اليونانية، كانت قد أعلنت مسئوليتها عن الحادث من خلال بطاقة عثر عليها جوار طرد سفارة تشيلى، ومنذ ذلك الحين، تم تشديد الإجراءات الأمنية حول البعثات الدبلوماسية فى العاصمة الإيطالية. وعلى صعيد متصل، قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية تعزيز الإجراءات الأمنية بسفارتها فى روما، ونقلت مصادر إعلامية إيطالية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر قوله "إنه بعد الطرد المفخخ الذى وصل سفارة اليونان فى روما أمس، قررت أمريكا تعزيز تدابير الرقابة والأمن فى بعثاتها الدبلوماسية". وأوضح تونر أن دبلوماسيى أمريكا فى روما يقومون برصد الحالة بالتعاون مع الشرطة المحلية، مضيفا "أخطرنا جميع سفاراتنا فى مختلف أنحاء العالم بإعادة النظر فى الإجراءات الأمنية المتبعة حاليا فى مجال التحقق من البريد، ومواصلة اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند فتح الطرود والمغلفات". وفى السياق ذاته، قال الأطباء السويسريون المعنيون بعلاج الموظف الذى أصيب إثر انفجار الطرد المفخخ فى مبنى سفارة بلادهم بروما الخميس الماضى، فى تصريحات صحفية لهم اليوم، "إن علاجه تطلب بتر أحد أصابعه، لكن صحته بحالة جيدة وما يزال عليه البقاء فى المستشفى لمدة شهر". وكان أندرياس كليمنس (53 عاما) "المصاب" عضوا فى الحرس البابوى لمدة 27 عاما، وهو يعمل منذ أن ترك الخدمة حارسا فى سفارة بلاده لدى إيطاليا.