تواصلت أعمال الشغب والاحتجاجات التى تفجرت بعد انتحار شاب عاطل عن العمل فى محافظة سيدى بوزيد وسط بتونس للأسبوع الثانى على التوالى، وشهدت الأحداث تطورات متسارعة ليل الجمعة، عندما هاجم شبان غاضبون مراكز للشرطة التى ردت بإطلاق النار وقتلت أحد المحتجين وأصابت أربعة آخرين بينهم اثنان من عناصر الأمن. وذكر مصدر مسئول بوزارة الداخلية والتنمية المحلية التونسية اليوم أن أحداث شغب "تجددت الجمعة فى مدينة منزل بوزيان من ولاية سيدى بوزيد حرقت خلالها مجموعات من الأفراد قاطرة لأحد القطارات، وأشعلت النار فى ثلاث سيارات للحرس الوطنى قبل أن تهاجم مركز الحرس بالمدينة". وأضاف البيان أن المجموعات المحتجة "عمدت إلى محاصرة ومهاجمة مركز الحرس الوطنى بقذفه بالزجاجات الحارقة والحجارة، بعد أن وضعت الحواجز فى الطرقات القريبة، ثم أقدمت على إضرام النار فى بناية المركز من الخارج، بينما حاول عدد من الأفراد اقتحام مركز الحرس بالقوة". وبحسب بيان الوزارة صد عناصر المركز المهاجمين وحذروهم وأطلقوا النار فى الهواء، لكن ذلك لم يوقف الهجوم، ما اضطر بعض العناصر إلى "استعمال السلاح فى نطاق الدفاع الشرعى عن أنفسهم"، بحسب تعبير الوزارة وأدى ذلك إلى مقتل أحد المحتجين وجرح اثنين آخرين، فيما أصيب عدد من أفراد الحرس الوطنى بحروق، بينهم اثنان فى حالة غيبوبة، بحسب وكالة تونس أفريقيا الرسمية. وتزامنت هذه التطورات مع سعى السلطات التونسية لتقديم "مشاريع تنموية" للمحافظة التى تعانى ارتفاع مستويات البطالة، حيث عقد محمد الغريانى الأمين العام للتجمع الدستورى الديمقراطى "الحزب الحاكم" لقاء عاما مع عناصر الحزب بولاية سيدى بوزيد، ونقل إليهم "حرص الرئيس زين العابدين بن على على إثراء مكاسب الولاية ومنجزاتها".