أثارت التصريحات الأخيرة التى أطلقها إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان، الذى لمح لإمكانة موافقة الإخوان على المصالحة، ودعا لإثارتها، جدلا واسعا بين قيادات الإخوان وشبابهم، فى الوقت الذى طالب فيه البعض، أمين التنظيم الدولى بأن يطلب الإعفاء من منصبه. تصريحات إبراهيم منير، أحدثت ما يمكن تسميته "زلزال داخل الجماعة"، خاصة فى ظل اتهمامات سابقة لقيادات وشباب الإخوان، للقيادات الكبرى للتنظيم بالفشل والاستلام.
عصام تليمة، عضو مكتب شورى إخوان تركيا، ومدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، طالب إبراهيم منير، بأن يطلب رسميا بإعفائه من منصبه كأمين للتنظيم الدولى للإخوان، ونائب مرشد الإخوان.
وقال تليمة فى بيان له نشره عبر صفحته على "فيس بوك": أ.إبراهيم منير أعلنها على الملأ أطلب من الإخوان أن يعفونى ويقولون لى اتكل على الله روح بيتكم".
مستشار المعزول، أحمد عبد العزيز، شن هجوما عنيفا أيضا على قيادات عواجيز الإخوان، وفى مقدمتهم ابراهيم منير، وقال عبد العزيز فى تصريح له: "السؤال الذى يتردد كثيرا على ألسنة الكثيرين من مؤيدى الإخوان هل لديكم رؤية؟ وللإجابة عن هذا السؤال المحورى، والجوهرى، والمنطقى، دعونى أتكلم بكل تجرد، وشفافية، وإيجاز أيضا رؤية من هذا النوع، وبهذا الحجم، لا يضعها أفراد، بل تضعها مؤسسات، وهذه رؤية من هذا النوع، وبهذا الحجم، لن تستوعب تفاصيلها قيادات عاجزة تجاوزها الزمن فى كل شىء، ولم تنجز شيئا ذا قيمة على هذا الصعيد، رغم مرور ثلاث سنوات على عزل محمد مرسى. وتابع: "رؤية من هذا النوع، وبهذا الحجم، تحتاج إلى قيادات تتمتع ب(مؤهلات) تسمح لها ب(هضم) هذه الرؤية، وإنجازها مهما كانت العقبات، والعوائق، والعراقيل، رؤية من هذا النوع، وبهذا الحجم، تحتاج إلى بناء تحالفات إقليمية ودولية".
كما ان انتقادات قيادات الإخوان، لتصريحات إبراهيم منير، كشفت اتجاه الجماعة للعنف المسلح، حيث علق عز الدين دويدار، على تصريحات إبراهيم منير موجها حديثه لأمين التنظيم الدولى للإخوان: "أنا مقلتش ما تعملوش مصالحة اعملوها لو تقدروا وابقوا قابلونا لو حققتوا من وراها حاجه ماتحاولوش تقنعونا، وأنتم تعلقون فشلكم على قيادات الإخوان المتواجدة فى السجون". وكشف دويدار، فى تصريحات له عبر صفحته على "فيس بوك" أن جبهة قيادات عواجيز الإخوان مستعدة لتقديم تنازلات عديدة من أجل الاستسلام، قائلا: "مع علمى بأن معسكر إبراهيم منير قدم كل ما يملك إغراء كل الأطراف فى الخارج للتقدم لمصالحة ولم يحصل عليها". إلا أنه فى ذات الوقت كشف أن اتجاه معظم قواعد الإخوان إلى العنف أفشل جميع خطط عواجيز الإخوان لإقناع اطراف خارجية بأن تعيد فكرة المصالحة من جديد.
فى المقابل رد جمال حشمت، عضو مجلس شورى الإخوان، على مهاجمى إبراهيم منير من داخل الجماعة قائلا: "إن قيادات وأعضاء بالإخوان قاموا باجتزاء تصريحات إبراهيم منير، فى سبيل إشعال الأزمة الداخلية للجماعة.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن المستجدات داخل الجماعة خاصة بعد مقتل محمد كمال وسيطرة تيار ما أطلق عليه "التأسيس الثالث" تشير إلى أن القيادة المتحكمة حالياً بقرار الجماعة ومسارها رافض تماماً لنهج المصالحة والتنازلات ويتبنى الصراع الصفرى مع الدولة والمجتمع الرافضين للجماعة بشكلها وفكرها ورؤاها الحالية . وأضاف فى تصريح ل"اليوم السابع" أن الجماعة تقصى القيادات الدعية لمسار المصالحة والتنازلات وهناك تغييب فعلى حتى لتيار وشخصية محمود عزت التى كانت تتبنى حالة وسط بين العنف والمناورات السياسية كمحاولة للوصول لمواءمات مع الدولة والسلطة بالمساومة بورقة العنف ونشاط النظام الخاص الجديد للإخوان، بما يعنى أن من يطلق تصريحات بشأن المصالحة من قيادات الإخوان خاصة الموجودة فى الغرب مثل إبراهيم منير وغيره لا ينبغى أن توضع إلا فى سياق أنها موجهة للغرب بالنظر للتحدى الجديد للجماعة مع إدارة ترامب ولا نراها متسقة مع التطورات التنظيمية داخل الجماعة ولا مع وضع الجماعة داخل مصر خاصة بعد فشل 11 نوفمبر فلم تعد الطرف القوى الذى تتشجع الدولة لتسوية معه قد تثير ضدها غالبية المصريين.