الخاسرون والرابحون فى سباق "البيت الأبيض".. محللون أسواق: فوز كلينتون يؤثر سلبا بقطاع البنوك وشركات الأدوية ويعزز مستقبل الطاقة.. "ترامب" يهدد صمود "الدولار" و"الين" مقابل ارتفاع فى أسعار الذهب والفضة

اهتمت وكالة "بلومبرج" الأمريكية بتسليط الضوء على تداعيات فوز هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى، أو دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها فى 8 نوفمبر المقبل على الأسواق المالية داخل وخارج الولايات المتحدة، وقالت إنه مع استمرار الكشف عن المفاجآت فى السباق الانتخابى- فى إشارة إلى تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالية الFBI الثانى فى البريد الإلكترونى الخاص بكلينتون- يراقب المستثمرون بحذر تأثير ذلك على الأسواق.


واعتبرت الوكالة أن الصدمة الأكبر ربما تكون فوز ترامب، أو فوز هيلارى بالرئاسة والديمقراطيين فى الكونجرس، مشيرة إلى أن أى من الاحتمالين قد يدفع المستثمرين لشراء السندات الحكومية الآمنة، والدولارات والين اليابانى، ويتجنبون الخيارات الأكثر عرضة للمخاطر مثل شراء الأسهم والأسواق الناشئة، مثلما حدث فى أعقاب استفتاء 23 يونيو فى المملكة المتحدة، والذى انتهى بخروجها من الاتحاد الأوروبى.


وأضافت الوكالة أن كلا من المرشحين يرغب فى زيادة الإنفاق وخفض الضرائب، الأمر الذى سيكون إيجابيا للأسهم وسلبيا على الدخول الثابتة.

الأسهم

تقول مارجريت يانج محللة أسواق فى شركة بسنغافورة إن "السوق بالفعل متأثر بفوز كلينتون"، معتبرة أن الخاسر الأكبر حال فوزها ستكون شركات الأدوية والتمويل.


أما فوز الديمقراطيين بالكونجرس فيسكون له تأثير سلبى على البنوك، وذلك وفقا لبحث لبنك مورجان ستانلى، الذى اعتبر أن فوزهم سيزيد من إمكانية تشديد القوانين والتعديلات الضريبية التى من شأنها أنت تضر بكبرى الشركات.


واعتبرت الوكالة أن أسهم المتعلقة بقطاع الأدوية والتكنولوجيا الحيوية ستضر كذلك بالضغوط المتجددة لتخفيف زيادة أسعار الأدوية.

أما خطط كلينتون لتقليل الاعتماد على الوقود الحفرى من شأنها أن تعزز منتجين مختلفين للطاقة.


ومن ناحية أخرى، ترى يانج أن قيمة الأسهم الأمريكية مرتفعة الآن، وفى حال فوز ترامب، فسيكون هناك بيع كبير لها، الأمر الذى قد ينتج عنه وضع أصعب من "البريكست"، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، كما سيضر سعى المستثمرين للحصول على "الين" كملاذ آمن بالمصدرين اليابانيين.

وترجح استطلاعات الرأى أن أداء قطاعات الأدوية والتأمين والبنوك سيكون أفضل حال أصبح ترامب رئيسا.

العملة

فى حال فازت كلينتون، ترى مؤسسة كابتيال إيكونومكس البريطانية أن الدولار سيكتسب زخما بالمقارنة بعملات الأسواق المتقدمة، إذ أن فوزها سسعزز إمكانية اتجاه الفيدرالى الأمريكى لرفع سعر الفائدة فى ديسمبر المقبل. كما يرى "بنك أوف أمريكا" أن الدولار سيرتفع فى ظل رئاسة كلينتون ولكن حال فوز الديمقراطيين بالكونجرس.


أما فى حال فوز ترامب، فأغلب الظن سيضعف الدولار، فى الوقت الذى ستكون فيه عملات الأسواق المتقدمة مثل الين، واليورو والإسترلينى والفرانك فى حالة قلق بسبب اتجاه الصين للتخلى عن الأصول الأمريكية، مما يدفع الفيدرالى الأمريكى لتأجيل تشديد السياسة النقدية. ولكن سيعود الدولار للتعافى خلال فترة من 3 إلى 9 أشهر، وفقا ل"بنك أوف أمريكا".


الأسواق الناشئة

فى حال فوز كلينتون، سيكون لذلك تأثير إيجابى على الأسواق النامية. أما فى حال فوز ترامب، فالصين ستكون من الدول التى تتحمل المخاطر لأنه أغلب الظن سيقدم سياسات تجارية تكون ضدها، مما قد يضعف اقتصادها. ولكن الهند واندونيسيا لن يتأثران.

الطاقة

وفوز كلينتون سيؤدى إلى فرض المزيد من الضغوط على الفحم والنفط، بينما سيعزز سوق الغاز الطبيعى بسبب وعدها التقليل من استخدام الفحم، والاعتماد على الطاقة المتجددة.


أما فى حال فوز ترامب، فستتراجع أسعار الغاز الطبيعى مقابل استفادة الفحم، لأنه يريد التسويق "للفحم النظيف".


وعن أسعار النفط، فيمكن أن تشهد ارتفاعا إذا استمر ترامب فى استخدامه للغة التى تحذر من المخاطر، مثل تلك التى يستخدمها عند التحدث عن إيران.


ولكن الذهب والبلاتين والفضة سيكونون "الفائز الأكبر" حال فوز ترامب، وفقا ليانج، محللة الأسواق.