اعتمدت الدورة 185 للمجلس التنفيذى لليونسكو، أمس الخميس، عدة قرارات تتعلق بعمل المنظمة فى الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة، وجاء فى مقدمتها قرار يؤكد على الأهمية الدينية لمدينة القدس القديمة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين واليهود، وأعرب القرار عن قلق المجلس البالغ إزاء ما يجرى من أعمال إسرائيلية للتنقيب عن الحفائر الأثرية فى مبانى المسجد الأقصى وفى مدينة القدس القديمة، بما يتناقض مع قرارات واتفاقيات اليونسكو ومع قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن. ودعا المجلس فى قراره المديرة العامة لليونيسكو "آرينا بوكوفا" إلى تعيين خبير واحد أو أكثر بالقدسالشرقية للإبلاغ بصورة منتظمة عن جميع الجوانب المتعلقة بالوضع المعمارى والتعليمى والثقافى والسكانى فى مدينة القدسالشرقية، كما دعا القرار إسرائيل إلى تيسير عمل هؤلاء الخبراء تماشيًا مع التزامها بقرارات اليونسكو واتفاقاتها. أما القرار الثانى فيتعلق بالموقعين الفلسطينيين الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح، حيث جاء القرار ليؤكد من جديد أن الموقعين جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية المحتلة وأن أى فعل من طرف واحد تقدم عليه السلطات الإسرائيلية يعتبر انتهاكًا للقانون الدولى واتفاقيات اليونيسكو وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وفيما يتعلق بالمؤسسات التعليمية والثقافية فى الأراضى العربية المحتلة اعتمد المجلس قرارًا أعرب فيه عن قلقه المستمر إزاء التأثير الضار للجدار الفاصل ولغيره من الممارسات على أنشطة المؤسسات الثقافية والتعليمية، وكذلك إزاء ما ينجم عنها من عوائق تمنع التلاميذ والطلاب الفلسطينيين من أن يكونوا جزءًا لا يتجزأ من نسيجهم الاجتماعى ومن أن يمارسوا حقهم فى التعليم بصورة كاملة. ودعا القرار المديرة العامة إلى مواصلة الجهود التى تبذلها بغية المحافظة على النسيج البشرى والاجتماعى والثقافى للجولان السورى المحتل، وبذل الجهود اللازمة لتوفير المناهج الدراسية المناسبة، وإلى تقديم المزيد من المنح والمساعدة الملائمة إلى المؤسسات الثقافية والتعليمية فى الجولان السورى المحتل. كما اعتمد المجلس قرارًا بإعادة بناء وتنمية قطاع غزة، ويشجب فيه الحصار المستمر على قطاع غزة، الذى يؤثر بصورة ضارة فى حرية واستمرارية تنقل العاملين ومواد الإغاثة الإنسانية، وناشد القرار المديرة العامة أن تواصل مشاركتها فى استجابة الأممالمتحدة الإنسانية حيال غزة فى مجالات اختصاص المنظمة. وفيما يتعلق بمنحدر باب المغاربة بمدينة القدس القديمة اعتمد المجلس قرارًا يدعو إسرائيل مجددا إلى تمكين الخبراء الأردنيين وخبراء دائرة الأوقاف من الوصول إلى موقع منحدر باب المغاربة على النحو اللازم، ودعا إلى عدم اتخاذ أية تدابير، من شأنها أن تنال من أصالة الموقع وسلامته، وذلك وفقًا لأحكام اتفاقية التراث العالمى الثقافى والطبيعى ولاتفاقية لاهاى بشأن حماية الممتلكات الثقافية فى حالة نزاع مسلح. جدير بالذكر أن المجلس التنفيذى للمنظمة ينعقد فى دورتين كل سنة لمتابعة أعمال تطبيق البرنامج الذى يعتمده المؤتمر العام، والمجلس التنفيذى هو المسئول عن تأسيس وإدارة كل الجوائز التى تتبناها اليونيسكو.