اعتدنا أن نسمع شكاوى وصراخاً يميناً ويساراً وندب حال وعدم رضا وغضباً مستمراً واتهامات وخلافات، وكل ذلك بسبب إيه .. زعلانين من مين.. مش راضيين عن حال مين؟ الإجابة مصر .. دلوقتى كل ما تتكلم مع حد يقولك مصر واللى عملتوا فينا.. مصر اتغيرت.. مصر دلوقتى مش زى زمان مصر ملاها الفساد .. مصر ملتها الرشوة...مصر مبقاش فيها ضمير طيب وتعريف مصر إيه يا سيادة المحترم؟ ألم يخطر ببالك هذا السؤال فى يوم من الأيام؟ ألم يخطر ببالك أن تبحث عن إجابة لهذا السؤال لتعرف ما هو الحل لشكواك من مصر وزعلك المستمر منها! إن بيتى وبيتك والبيت اللى جنب بيتنا وجنب بيتكو وبيوت كتييير جنب بعض كونوا محافظة وشوية محافظات كوّنوا دولة، يحيط بها البحار و يتخللها نهر النيل، و هذا هو الكيان المادى لهذه الدولة المسماة مصر، ولكن هذا الكيان فاضى من جوه.. لا طبعاً إحنا اللى ساكنين وإحنا مين؟ إحنا أنا وحضرتك وحضرتها وحضرتهم وجميع الحضارات التى توجد على أرضنا منذ فجر التاريخ يعنى خناق واتفاق وظلم وعدل وحق ونفاق واختيار شخص غير مناسب لأحد المناصب فراح علينا ناصب .. وجالنا غيره جابلنا حقنا و إلى غير ذلك. فأنت هذا الشخص الذى ظلم وافترى وأنت أيضا الذى طبق القانون، و أنت من زورت فى الانتخابات وتسببت فى أن يجىء من يضر بغيرك، وأنت من قبلت الرشوة وأنت من رفضتها، أنت من حافظت على ماء نيلها وأنت من لوثتها، وأنت من حافظت على كل شبر منها وأنت من بعتها. سيدى المحترم مصر هى أنا وأنت وغيرنا تتحسن بنا وتسوء بنا إذا كنت تحب هذا البلد فابدأ بنفسك أولا، فلو اعتاد كل منا عادة إلقاء القمامة فى الشوارع مثلا و يقول إشمعنا أنا، وكل منا ينتظر المبادرة من غيره أوعدكم أننا مش هنشوف الأسفلت تانى من القمامة، إن الله أنعم على هذه الدولة بنعمة تفتقدها كثير من الدول ألا وهى الأمن والأمان وطيبتنا التى مهما حدث أعتقد أنها لن تتغير من داخلنا، قف ولو للحظة وكف عن الطلبات واسأل نفسك هذا السؤال ما الذى قدمته لهذا البلد.. فلو فعل كل منا هذا سيزيد العدد بدون أن نشعر.. عدد من هم يريدون أن يتقدموا بركب هذا البلد إلى الأمام و يجنوا ثمار تحّليهم بالفضيلة .. ماذا سأستفيد من قذف الحجارة على منزلى وتلويث المياه التى أشرب منها وسرطنة طعامى وظلم نفسى ومن معى .. أعتقد أننى لن أجنى إلا الخسارة لى ولأهلى، فمصر يا سادة عائلة كبيرة تعيش فى بيت واحد وعلى كل فرد أن يلتزم بدوره دون النظر لغيره لكى تستقيم المعيشة ويظل هذا البيت عامراً بأهله. (تركها لنا أجدادنا فأفقرناها وتركوها ملكاً لنا فبعناها وتركوها نظيفة فلوثناها)، واليوم كل منا يلقى باللوم على غيره ويقول أنت السبب ..لا هو السبب.. لا هما السبب.. للأسف إحنا السبب.