أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية "ايسا" انطلاق المركبة الفضائية "فينوس إكسبريس" إلى كوكب الزهرة لمواصلة مشوارها استكشافها لغلاف الكوكب الجوى والذى بدأته عام 2006، بعد أن رصدت المركبة انخفاض كثافة الهواء فى غلاف الزهرة بنسبة 60 % مما كان متوقعا، الأمر الذى أدهش العلماء الذين أكدوا حدوث عمليات غير طبيعية فى الهواء. وأكد هاكان سفديم – مدير المشروع وعضو الجمعية الأمريكية لعلوم الكواكب بالشعبة الفلكية – قدرة المركبة على رصد انخفاض نسبة السحب على مدار الأعوام السابقة فى الغلاف الجوى، قامت خلالها السفينة بالدوران فى مستويات مختلفة فى الغلاف. وأضاف "تم تجهيز المركبة لكى تستطيع الصمود حتى عام 2015 على أقل تقدير، إلا أننا نبحث حاليا أن نقلل من فترة دورانها حول الغلاف الجوى البيضاوى من 24 ساعة إلى 12 ساعة لكى تستطيع مواصلة أداؤها لما بعد 2015 ". وفسر هاكان خوف العلماء من عدم قدرة السفينة على العمل لفترة طويلة بسبب جاذبية الشمس والتى تخرجها عن مسارها المصمم لها، مما يؤدى إلى استهلاكها لمزيد من الوقود، الأمر الذى كلما ازدادت جاذبية الشمس كلما انخفضت مدة عمل السفينة الفضائية. وتهدف "فينوس" فى رحلتها القادمة إلى قياس كثافة الهواء فى ارتفاع يصل إلى 140 كيلو مترا، وهو ما اعتبره باسكال روزنبلات – الباحث بالمرصد الملكى فى بلجيكا – ينطوى على مخاطرة كبيرة، حيث ينخفض الارتفاع الجديد عن الغلاف الجوى ويصبح أقرب إلى سطح الزهرة، مما يقلل من نسبة السحب ويزيد من خطورة الاضطرابات الهوائية ، خصوصا أن المركبة واجهت العام الماضى ظروفا صعبة أدت إلى التواء جانب من السفينة، بسبب تغير مفاجئ فى كثافة الهواء خلال يوم واحد". ومن المقرر ألا تخوض المركبة فى العمق المقرر لها حتى عام 2012، وان تبدأ بعمق 165 كيلومترا، بعد أن وصلت إلى 180 فى آخر عمق لها فى الغلاف الجوى الذى يصل ارتفاعه - حسب الأرقام التى أعلنها الباحثون – 66 ألف كيلو متر.