لا أعرف لماذا أشعر دائما أنى أشبه الحمار؟ وأنا وهو واحد.. ربما لأنى أتحمل الهم ولا أشكو مثله .. ينظر إلىَ الناس ولا يعتبرون أن من حقى أن أتْغَم أو أحمل هموما وأوزارا .. فالناس تستعمل الحمار بدون أن يسألونه يوما: مالك؟ هل تشعر بألم؟ هل تحمل هما يوجعك؟ فأنا والحمار ننظر بأعيننا من خلف الجفون .. نحدق فى الأشياء .. نتأمل الناس .. نقول فى سرنا ما هذا ولا ده ماله .. نتفرج على المواقف المختلفة للناس فى زماننا هذا .. نرى الحاكم والمحكوم ونتفرج عليهم ما بين ظلم وهروب من الظلم .. نرى السلطان ورجاله وماذا يفعلون لنيل رضائه .. ونتفرج على نفاق الحاشية وكيف يريد أن يصل كل واحد فيها فوق كتف الآخر و.. بنتفرج على الطير الذى يعلو ويعلو ثم يتخلى عنه الناس فيقع وتكسر رقبته .. ويتفرج على من يُشترى لأيام طويلة ويلتف حوله الناس ثم يصحو يوما ليجد نفسه (اتباع) ولا يوجد له مشترى .. وبنتفرج على رجال الحزب اللى (بيمصلحوا) منه والآخرين الذين يلعنوا اليوم اللى دخلوه فيه! أما تزاوج المال والسلطة ورجال المال من الطبقة الجديدة أو قل الإقطاع الجديد فهذه الفرجة تستغرق منى ومن شبيهى الحمار وقتا طويلا . وأخيرا بنتفرج على الفسحة اللى بيديها الناظر للطلاب فيلهون فيها بحرية ويلعبون فيها أدوارا تمثيلية يصدقونها وفجأة يضرب جرس الفسحة .. أقصد جرس انتهاء الفسحة .. الفسحة خلصت يا خسارة كله يرجع فصله .. يفتح الكراس ويبطل كلام .. وسلام بقى أحسن الكلام ما بيأكلش عيش وصاحب الحمار جه!