عرض مساء أمس، السبت، برنامج "العاشرة مساء" تقريراً وثائقياً عن الرئيس جمال عبد الناصر، الذى أعده وأخرجه الإعلامى الزميل محمد ناصر، وذلك فى الذكرى الأربعين لرحيله. وقد جاءت بداية التقرير بخطاب للرئيس عبد الناصر فى الذكرى الأولى لقيام الثورة، والذى قال فيه إن الشعب المصرى هو من قام يوم 23 يوليو بثورة على الظلم والإقطاع بإرادة من حديد تشدد على ضرورة تفعيل هذه الإرادة فى تقوية الوطن وإنهاء الظلم الاجتماعى. وأضاف التقرير، خطبة الزعيم عبد الناصر عقب توقيع اتفاقية جلاء القوات البريطانية عن مصر فى عام 1954 والذى تحدث فيها عن أن الإرادة المصرية والقوة الوطنية كانت هى الشعلة التى أضاءت الوطن وجعلت البريطانيين يرحلون عن مصر، مضيفا أنه يجب أن تعمم التجربة وترحل كل قوى الاستعمار عن بلاد العرب. وجاء فى التقرير الخطاب الشهير الذى أعلن فيه الزعيم الراحل بيان تأميم قناة السويس عام 1956، والذى قال فيه، "تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حالياً على إداراتها، ويعوض المساهمون، وحملة حصص التأسيس عما يملكونه من أسهم وحصص بقيمتها، مقدرة بحسب سعر الإقفال السابق على تاريخ العمل بهذا القانون فى بورصة الأوراق المالية بباريس، ويتم دفع هذا التعويض بعد إتمام استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة". وتابع التقرير بعرض خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بعد صلاة الجمعة من الجامع الأزهر أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 والذى جاء نصه "فى هذه الأيام التى نكافح فيها من أجل حريتنا.. حرية شعب مصر، ومن أجل شرف الوطن، أحب أن أقول لكم، إن مصر كانت دائماً.. كانت مصر دائماً مقبرة للغزاة، وإن جميع الإمبراطوريات التى قامت على مر الزمن انتهت وتلاشت حينما اعتدت على مصر، ولكن مصر بقيت متماسكة متحدة متكاتفة، انتهى الغزاة.. انتهت الإمبراطوريات.. وبقيت مصر، وبقى شعب مصر، واليوم- أيها الإخوة- ونحن نقابل عدوان الظلم والاستعمار الذى يريد أن ينتهك حريتنا وإنسانيتنا وكرامتنا، ونحن نقاوم هذا العدوان، نطلب من الله أن يلهمنا الصبر والإيمان، والثقة والعزم، والتصميم على القتال". وأظهر التقرير مدى تفاعل الشعب مع الخطاب والتفافه حول الزعيم بكل طوائفه ومساندة القيادات الدينية له. وجاء التقرير بحديث "ناصر" بعد صدور قانون الإصلاح الزراعى عام 1959، والذى أكد فيه أن الأرض ملك للمصريين وأنه لا إقطاع، مضيفا أن قرار الإصلاح كان من مبادئ ثورة يوليو التى عملت على إنهاء الإقطاع وإلغاء الفوارق الاجتماعية. كما بث البرنامج مجموعة من الأغانى المعبرة عن فرحة الجموع الغفيرة من فلاحى مصر. وعرض التقرير خطاب الرئيس عبد الناصر من شرفة قصر الضيافة بمدينة دمشق بسوريا الشقيقة لحظة إعلان الوحدة بين مصر وسوريا والتى استقل فيها الشعب السورى قرار التوحيد بالفرحة والسعادة وتم إعلان "الجمهورية العربية المتحدة". أما افتتاح مبنى المفاعل الذرى عام 1961 فعرض التقرير الإنجازات التى قام بها عبد الناصر من مصانع ومبانى نهاية بافتتاحه لمبنى المفاعل الذرى ب"أنشاص". وعبر التقرير عن مدى حب الشعب الجزائرى للرئيس عبد الناصر عند زيارته إلى الجزائر عام 1963عقب تحريرها حيث أكد ناصر فى خطابه أنه يوجد فى أرض عربية وسط شعب عربى ثائر على الظلم والعدوان من قبل قوى الظلام الاستعمارية. وجاء تسلسل الأحداث وعرض التقرير لقطة خطاب التنحى الذى رفضه الشعب بخروجه إلى الشوارع، مطالبا الزعيم بالبقاء، مؤكدين أن مصر هى عبد الناصر وأن إرادة الشعب هى الانتصار لبدء فترة جديدة من بناء القوة الداخلية، ثم افتتاح السد العالى الذى دل على إرادة المصريين فى محاربة الفيضان وقوى الظلام التى حارت هذا المشروع الوطنى القومى، ثم بدأت حرب الاستنزاف. وقد أنهى التقرير الأحداث بمشاهد الجنازة المهيبة المليونية التى ودع فيها الشعب المصرى والأمة العربية زعيم القومية، بمزيج من قصيدة نزار قبانى التى غنتها كوب الشرق وسيدة الغناء العربى أم كلثوم وهى أغنية الوداع والتى بدأتها بكلمات "عندى خطاب عاجل إليك من الملايينِ التى قد أدمنتْ هواكْ، من الملايين التى تريدُ أن تراكْ، عندى خطابٌ كلّهُ أشجانْ".