تعرض السيدة سوزان مبارك، قرينة السيد رئيس الجمهورية، غدا، الثلاثاء، بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية فيينا الإنجازات التى حققتها مصر فى مجال مكافحة مرض السرطان على الصعيدين الأهلى والحكومى، وذلك فى الكلمة الرئيسية التى ستلقيها سيادتها فى افتتاح المؤتمر العلمى الذى تعقده الوكالة تحت مظلة مؤتمرها العام ويستمر على مدى 3 أيام وتخصصه لإبراز الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ويعقد هذا العام تحت عنوان "التحدى الذى يشكله مرض السرطان فى الدول النامية". وتتضمن كلمات الجلسة الافتتاحية كلمتى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو ومديرة منظمة الصحة العالمية مارجريت تشان ويشارك فى المؤتمر عدد من قرينات رؤساء الدول النامية ووزراء الصحة بالدول الأفريقية ولفيف من الخبراء والمتخصصين.. ويركز فى مناقشاته على الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية فى إشارة للعالم بأن للطاقة الذرية وجها أكثر إشراقا من الدمار الشامل، وأنه يمكن توجيهها لصالح التقدم والتنمية ومكافحة الأمراض. واختارت الوكالة السيدة سوزان مبارك لإلقاء الكلمة الرئيسية للمؤتمر تقديرا لأنشطتها ومبادراتها العديدة فى كافة المجالات، خاصة فى مجال مكافحة الأورام.. حيث نجحت سيادتها فى إعطاء نموذج متميز لما يمكن أن تقدمه المشاركة المجتمعية وتضافر الجهود بين المجتمع المدنى والحكومة من عطاء لمكافحة هذا المرض الذى يشكل تحديا كبيرا فى الدول النامية وأحد أكبر التحديات الصحية الرئيسية التى يواجهها العالم بصفة عامة استنادا لما تعكسه مختلف المؤشرات من تزايد معدلات الإصابة به. وحظيت جهود السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية بتقدير محلى وإقليمى وعالمى، خاصة وأنها جاءت دعما لاهتمام الدولة الخاص بالمرأة وصحتها المتمثلة فى تنفيذ الكثير من المشروعات التى تهتم بتقديم الخدمة الصحية والتنموية للمرأة وتضافرت الجهود الأهلية والحكومية لتحقق أقصى استفادة ممكنة للمواطن من الخدمات الصحية. وفى مقدمة هذه الجهود، حث سيادتها للمجتمع الدولى بكل فئاته نحو الإسهام فى مشروع وطنى إنسانى كبير تمثل فى إنشاء أول مستشفى متخصص لسرطان الأطفال "57357" فى مصر والشرق الأوسط وبفضل دعوتها التف الناس حول هذا المشروع حتى أصبح هذا المستشفى إنجازا وطنيا عملاقا يفخر به الجميع فلا يوجد مصرى سواء طفل أو طفلة أو شاب أو فتاة أو رجل أو امرأة من كل فئات المجتمع لم يسهم فى بناء هذا الصرح ولو بجنيه واحد. ولأن الأمل فى مواجهة مرض السرطان يتزايد بفضل التطورات والاكتشافات المتواصلة فى علاجه وتوافر إمكانات العلاج الحديثة والاكتشاف والعلاج المبكر، فقد تبنت السيدة سوزان مبارك حملة قومية لمكافحة سرطان الثدى استهدفت الكشف المجانى على السيدات، مما أدى إلى إنقاذ حياة الكثيرات منهن من خلال الوصول بهذه الخدمة للقاعدة العريضة من الشعب المصرى من خلال عيادات متنقلة عبارة عن عربات مزودة بكافة وسائل التشخيص المبكر والعلاج للمرض ومزودة بأجهزة كمبيوتر وشبكة إنترنت للاستعانة عبرهما بخبرة كبار الأطباء والمتخصصين فى هذا المجال. وتواصلا لمسيرة العطاء فى هذا الميدان ومع حلم جديد وتحد أكبر فى مجال مكافحة وعلاج مرض السرطان، ترسى السيدة سوزان مبارك قريبا حجر أساس إعادة بناء المعهد القومى للأورام الذى كان منذ إنشائه عام 1969 أحد الأعمدة الرئيسية للتحرك على مستوى الدولة فى مواجهة هذا المرض الخطير، حيث أسهم هذا المعهد فى تحقيق إنجازات علمية كبيرة فى علاج الأوارم لأبناء مصر، إضافة لدوره الكبير فى تخريج دفعات متتالية من الأطباء المصريين المتميزين فى هذا التخصص. وجاءت هذه الإنجازات لتدعم جهود الدولة التى أقامت صروحا طبية متعددة فى مختلف الأقاليم تجسدت فى إنشاء 7 مراكز للأورام تابعة لوزارة الصحة على مستوى الجمهورية بمحافظات البحيرة والغربية ودمياط والدقهلية والمنيا وسوهاج، وشهد العام الحالى تطوير المراكز القائمة من حيث المعدات والتجهيزات وبرامج التدريب. ومن المخطط افتتاح ثلاث مراكز أخرى خلال الشهور الأولى من العام المقبل ليصل إجمالى عدد تلك المراكز إلى 112 مركزا على مستوى الجمهورية. ولم تغفل السيدة سوزان مبارك فى نشاطها وجهدها عن الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى المنطقة، خاصة وأنها رئيس لحركة عدم الانحياز فى دورتها الحالية.. ففى مبادرة غير مسبوقة منذ تأسيس الحركة قبل نحو نصف قرن وجهت سيادتها الدعوة لاجتماع السيدات الأول لدول الحركة بالتوازى مع الاجتماعات الرسمية للزعماء لمناقشة دور المرأة فى إدارة الأزمات.. وبالطبع تطرق الاجتماع إلى التحديات الصحية الشائعة فى الدول النامية ومن أبرزها انتشار الأورام ومرض الإيدز والكوارث الصحية الفورية. كما ركزت على مكافحة مرض السرطان وضرورة تنسيق الجهود وتبادل الخبرات بهدف رفع الوعى تجاه هذا المرض الذى من المتوقع أن يتم تشخيص 1ر1 مليون سيدة مصابة به حول العالم. وخلال لقائها ورموز المؤسسات المشاركة فى أسبوع مكافحة سرطان الثدى فى أكتوبر الماضى، أكدت سيادتها أن على شركات الدواء المصرية مسئولية أخلاقية تجاه المصابين بالأورام تفى بالتزاماتها من خلال خفض أسعار بيع الأدوية والعقاقير المعالجة للمرض لتكون فى متناول الشخص العادى.