لم يشفع لمدينة الطالبية قربها من مقر محافظة الجيزة المنوطة بخدمة كل أحياء المحافظة، حيث تغرق شوارعها فى مياه الصرف الصحى، ولا يجد الأهالى من ينجدهم من تلك المياه ورائحتها الكريهة، ولعل أحد أسباب الأزمة أنه فى الآونة الأخيرة زاد الضغط على مرافق المنطقة بشكل كبير خاصة مع بناء المئات من الأبراج السكنية التى تضم العديد من الادوار المخالفة. فى إحدى شوارع الطالبية، جلس عدلى محمد أحمد الرجل السبعينى، يروى كيف تحولت مدينته الخضراء إلى عجوز عشوائية كثيرة المشاكل يقول: الطالبية قديما ، كانت تفصل بين الجيزة والأهرامات، وحاليا تتبع إداريا قسم العمرانية، وتصل حدودها إلى منطقة كفر طهرمس التابعة لقسم بولاق الدكرور ، تحتوى على نسبة كثافة سكانية عالية أدت لمعاناتها من أمراض عدة على رأسها مشكلة الصرف الصحى، والتى بسببها تحولت الشوارع إلى برك ومستنقعات. زغلول محمد من سكان منطقة " كراتة " الواقعة بالطالبية، يقول إن السبب فى انفجار الصرف الصحى فى العديد من الأماكن هو أولا زيادة الضغط الاستهلاكى على المرافق الموجودة، ما نتج بعد تشييد الأبراج السكنية المخالفة والمبنية بدون ترخيص والتى تضاعف من حجم الاستهلاك، الأمر الذى لم يتم وضعه فى الحسبان أثناء بناء تلك المدينة. ثانى الأسباب من وجهة نظر زغلول يتعلق بالأخطاء التى ارتكبها عمال تركيب الصرف الصحى وبنائه بطريقة عشوائية، منها "بيارة" شفط المياه الكائنة بشارع "ترسا" والتى يقوم العامل المسؤول عنها، بتعطيلها كل مساء بعد انتهاء فترة عمله، نظرا لعدم وجود عامل آخر يكون مسئولا عن متابعتها، الأمر الذى يتسبب فى وقوع انفجارات عدة بمواسير الصرف تغرق المدينة. "البيارة" التى تحدث عنها زغلول هى عبارة عن حفرة كبيرة، تم تغطيتها بمجموعة من الصفائح القديمة إلى جانب قطع من خرد السيارات والأقمشة المتهرئة، ما دفع الأهالى إلى الشكوى من بدائية الأساليب التى يتبعها القائمون على الصرف الصحى، وبطء تحرك الجهات المعنية من الحى والمحافظة فى انقاذهم من غرق الشوارع الذى يتكرر باستمرار. مفارقة غريبة يسردها عصام عبد الرحمن، صاحب محل قطع غيار سيارات بقوله:" مياه الشرب تنقطع لساعات طويلة دون سابق إنذار، بينما تغرق أقدامنا فى بحور من مياه الصرف الصحى المتفجرة يوميا لتعطل أعمالنا وتنقل لنا الأمراض"، متسائلا:" أين محافظة الجيزة من ذلك، أين الحى، لماذا لا يهتمون بنا نريد منهم إجابة على ذلك؟". من جانبه، قال إسماعيل عبد الواحد رئيس حى الهرم:" نتعامل مع هذه الحالات أولا بأول وبشكل فورى ولا يصح أن نترك المجارى بهذا الشكل، لذا نقوم بسحب المياه أولا من الشوارع، ثم نأتى بالمتخصصين ليروا أسباب تلك الأعطال، ويتم حلها ولا يوجد مشكلة بلا حل. واستشهد رئيس الحى بانفجار الصرف الصحى فى منطقة " كعابيش "، وهو ما دفعهم إلى تغيير خط الصرف الصحى كله، واستمر العمل به حوالى تسعة أشهر بتكلفة 9 ملايين جنيه تقريبا، مختتما كلامه بأن هناك حالات ذات ظروف مختلفة ونتعامل معها جميعا بشكل فورى.