أخبار بريطانيا تساءل الكاتب البريطانى روجر كوهين عمّا إذا كانت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ستدفع ثمن وقوفها الموقف الصائب؟. ورصد روجر، فى مستهل مقال نشرته "نيويورك تايمز" زخمًا يكتسبه اتّهام ميركل فى بلادها بأنها ارتكبت خطأ بفتحها الباب أمام عدد غير محدود من اللاجئين. ونوه الكاتب عن ضغوط بلغت مداها تعانيها السلطات المحلية فى ألمانيا التى أنفقت مليارات الدولارات فى هذا الصدد دونما نهاية له تلوح فى الأفق. ولفت إلى المخاوف الأمنية الناجمة عن تدّفق أعداد ضخمة من اللاجئين بعضهم بلا طاقات هوية. وأشار إلى حادث كولونيا المخزى والذى صار مثلا يُضرَب عند الحديث عن تأثر الأمن والمجتمع سلبا باللاجئين. ونبّه عما يشهده الشهر المقبل من ثلاثة انتخابات محلية، مُرّجحا صعود نجم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليمينى المتطرف. وقال كوهين "ميركل ستتحمل اللوم، لقد تراجع دعمها بالفعل، يقول استطلاع للرأى أُجرى مؤخرا إن نسبة 46 بالمائة فقط من الألمان هم من يدعمون ميركل، مقارنة بنسبة 75 بالمائة فى أبريل من العام الماضى. قد تصبح عُرضة للهجوم إذا ما انقلب عليها حزبها "المسيحى الديمقراطى"، إن أوروبا ستغرق بغير ميركل". ودافع صاحب المقال عن المستشارة الألمانية قائلا "لمَ وقفت ميركل هذا الموقف؟ لأنها ألمانية، ومعنى أن يكون المرء ألمانيا: أن يُحّمل نفسه مسئولية خاصة إزاء أولئك المروَعين فى أوطانهم المرغَمين على الاغتراب، لأنها "ميركل" عاشت يوما فى بلد ألمانياالشرقية كان يُطلِق الرصاص على المحاولين عبور حدوده، لأن أوروبا المتحدة أخذت بيد ألمانيا للخروج من أحلك ساعاتها إلى شمس الرخاء، ولأن ميركل "لديها قلب"، على حد تعبير المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر فى معرض اتهامه لها مؤخرا".