اهتمت صحيفة الجارديان بالزيارة التى قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو للبيت الأبيض، ولقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما. فإلى جانب التغطية الخبرية التى تطرقت إلى محاولات رأب الصدع بين الطرفين وحل الخلافات بينهما وإظهار الود، نطالع مقالاً فى صفحة الرأى للكاتب جوناثان فريدلاند يقول فيه إن إسرائيل كانت لها أعداء دائما لكنها الآن تخاطر بفقدان أصدقائها. ويعتقد الكاتب أن نيتانياهو ذهب إلى لقاء أوباما وهو يؤمن أن عامل الوقت فى جانبه، لكنه، أى الكاتب، يرى أن هذه رؤية خاطئة وأن الوقت يمر بسرعة كبيرة. وتحدث الكاتب عن الأجواء الحميمية التى سادت لقاء الأمس بين أوباما ونيتانياهو، وقال إن هذا التطور فى العلاقة بينهما ربما يكون له مبرراته. فأوباما الذى يتبقى أمامه أربعة أشهر فقط على انقضاء نصف مهلته الرئاسية يخشى أن يواجه أزمة داخلية إذا تحول دعم إسرائيل إلى قضية مثارة، خاصة فى الولايات التى ربما تشكل فيها أصوات الناخبين اليهود فارقاً. كما أن أوباما واجه انتقادات لاذعة من الجمهوريين فى الكونجرس بشأن تعامله مع إسرائيل وصلت إلى حد اتهام الإدارة الديمقراطية بالإضرار بالعلاقات التاريخية بالدولة العبرية. لكن على الجانب الآخر، لا يواجه نيتنياهو ضغوطاً حالية تتمثل فى انتخابات قادمة. وبالنسبة له، فهو يفضل عدم الإقدام على تصرف ما أكثر من فعله، ولعل هذا ما يبرر سياسة التوقف والتأجيل التى يتبناها. كما أنه يؤمن بأن أى تنازل يقدمه الآن ربما يقوض ائتلافه الحاكم الهش، من خلال دفع الأحزاب المتشددة إلى الانسحاب. ويعتقد "بيبى" أن بإمكانه البقاء فى منصبه مرتاحاً طالما أن الأمريكيين لا يطلبون منه شيئاً.