عثر فريق من العلماء الإندونيسيين على كشف أثرى مهم يضم مجموعة من الأوانى الفخارية والزجاجية التى أنتجت فى القرن التاسع الميلادى. وقال خبراء آثار إندونيسيون اليوم الاثنين، إن الكشف الأثرى يعد دليلا تاريخيا على وجود صلات بين مملكة "ما ترام" القديمة - التى كانت تتواجد بوسط إندونيسيا - والصين والشرق الأوسط، وخاصة إيران، موضحين أن الاكتشاف سوف يسهم فى رسم خريطة واضحة للأوضاع الاقتصادية التى كانت سائدة فى مملكة "ماترام" خلال القرن التاسع الميلادى. وأوضح رئيس فريق علماء الآثار الذين توصلوا إلى الاكتشاف إيه ماهيرتا أن الفريق سوف يواصل عمليات التنقيب عن الآثار بمحيط معبد دينج الذى يتواجد فى إقليم جوجياكرتا من أجل استخراج كافة الآثار، لافتا إلى أن الأوانى الفخارية الصفراء والبنية اللون التى تم العثور عليها أنتجت فى شمال الصين فى عهد أسرة "تانج". وأضاف ماهيرتا فى مؤتمر صحفى اليوم - أن الأوانى الزجاجية الأثرية ذات الألوان الخضراء والزرقاء -أنتجت فى إيران، منوها أن الكشف الأثرى يؤكد أن منطقة الشرق الأوسط كانت تعد إحدى الطرق الرئيسية التى تسلكها حركة التجارة التى كان تمر عبر ما يسمى "طريق الحرير" الذى يمتد من الهند ومضيق ملقا - الذى تشرف عليه حاليا إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة - حتى السواحل الشرقية لجزيرة سومطرة بغرب إندونيسيا والسواحل الشمالية لجزيرة جاوة بوسط إندونيسيا وجزر مالوكو بشرق إندونيسيا خلال القرن التاسع الميلادى. ومن جانبه، قال عالم الآثار جون نورمان إن الاكتشاف سوف يوفر المزيد من المعلومات عن طرق التجارة خلال القرن التاسع الميلادى، منوها أن الاكتشافات الأثرية التى عثر عليها خلال الأعوام ال15 الماضية وفرت معلومات ضئيلة عن طرق التجارة خلال ذلك القرن. وكان علماء آثار إندونيسيون قد عثروا مؤخرا على بقايا معبد هندوسى يرجع بناؤه إلى القرن التاسع الميلادى بإقليم جوجياكرتا بوسط إندونيسيا.