عادت الرائدات الريفيات بعد 22 يوماً من الهدوء أمام مجلس الشعب، لكسر حالة الصمت التى خيمت على الاحتجاجات العمالية الأخيرة، وتفريق قوات الأمن المركزى عمال شركة أمونسيتو العالمية بالقوة يوم 23 مايو الماضى تحت سمع ومرأى من وسائل الإعلام. هتفت الرائدات الريفيات التابعات لوزارة الصحة واللاتى يعملن فى المشروع القومى لتنظيم الأسرة تحت رعاية سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية، لتوعية النساء الريفيات بأهمية تنظيم الأسرة ودور الذى يعكسه تنظيم الأسرة على الاقتصاد القومى وحقوق المرأة التى دأبت قيادات المجلس القومى للمرأة المطالبة بها فى السنوات الأخيرة. رددت المحتجات هتافات تقول: "يا سوزان يا سوزان إحنا قاعدين على البيبان"، "أنت فين يا سوزان"، و"عايزين حقوقنا.. عايزين حقوقنا"، وتساءلت المحتجات فى هتافاتهن بإجبار قوات الأمن المشددة للصحفيين والإعلاميين على الرحيل وعدم الحديث معهن: "مشيتوا الصحافة ليه.. انتوا خايفين ولا إيه". وهاجمت المحتجات بعد أن تم احتجازهن بالمدخل الخلفى لبنك الإسكندرية المجاور لمجلس الشعب بوسط القاهرة، وزارة الزراعة ود. سحر السنباطى، رئيس قطاع السكان بوزارة الصحة، وهتفن: "الوزارة فى التكييف وإحنا قاعدين على الرصيف"، و"أنت فين نظيف متروحنا من على الرصيف". قالت إحدى المحتجات فى اتصال هاتفى مع "اليوم السابع": "بعد منع قوات الأمن الصحفيين من الاقتراب من الاعتصام د. سحر السنباطى، المسئولة عنا فى الوزارة، أوقفت الزيادات المخصصة لنا منذ فترة، وتجبرنا على توقيع عقود تعسفية الآن، وقالت لنا اللى مش عايز يمضى يروح يقعد فى بيته". وأضافت أن الرائدات الريفيات حوالى 13 ألف موزعون على محافظات الجمهورية، تتراوح رواتبهن بين 140 إلى 240 جنيهاً شهرياً، وقضين 16 عاماً فى هذا المشروع القومى، إلا أن د. سحر السنباطى أكدت لهن أنهن يعاملن وفقا للباب الرابع لغير العاملين بالدولة، فتساءلن: "أمال إحنا بنشتغل عند مين"، وأوضحت أنهن يحصلن على رواتبهن مجمعة 6 أشهر، لكن يحصلن فى أيديهن على 3 شهور وتأجل لهن ال3 شهور الأخرى لما بعد ذلك. وقد حاول النواب سعد الجمال وحمدين صباحى ومصطفى القياتى، الاقتراب من المحتجات لتفهم مشكلتهن إلا أن الأمن طالبهن بالانصراف بعد وعدهن بحل المسألة.