قال الراهب وليم سيدهم اليسوعى رئيس جمعية الجيزويت للثقافة والفنون، إنه يخشى أن يتجه الشباب إلى الإلحاد خاصة مع وجود العولمة وانغلاق الكنيسة، لأن الكهنة أبعد ما يكون عن الشعب مطالبا بتجديد الخطاب الدينى المسيحى. وأضاف الأب وليم أثناء توقيع كتابه يوميات كاهن فى زمن الثورة بجمعية الجيزويت أمس: الثورة ظاهرة إنسانية تحتاج إلى تقييم، مؤكدًا على وجود نظرة جديدة للثورة فى جو موبوء بالكذب وعدم التصديق، مضيفًا: فقدنا الثقة فى كل ما حولنا وكان الكتاب محاولة للتعبير عن مشاعرى. وأعتبر اليسوعى أن الثورة سياسة وتغير بينما الكهنوت هو الدين، مضيفًا: كنت أرتدى الزى الكهنوتى أثناء دراستى للفلسفة فى الجامعة، فكنت أحيانًا أُحترم جدًا أو أُحتقر جدا ولكن الأهم أن لدى إحساس بمحبة الله وبالمسئولية ولدى اتساق مع ذاتى. واختتم: الثورة هى تغيير الأوضاع لنعيش فى ظروف أفضل، ولا يمكن لأحد أن يؤمن بالثورة إلا حين يغير نفسه أولًا، وأدين فى هذا الكتاب لكل الشباب والشابات الذين كانوا معى فى التحرير. من جانبه، قال الكاتب الصحفى سليمان شفيق، إنه تعرف على الرهبنة اليسوعية من خلال الأب وليم سيدهم الذى آمن بالحرية الداخلية وعدم وجود وساطة بين الله وعبده، مشيرًا إلى أن وليم سيدهم يستمد قداسته من أشياء أخرى بعيدة عن الزى الرسمى الكهنوتى رغم أن الرهبنة اليسوعية تتهم دائمًا بالهرطقة من قبل المسيحيين. وأضاف "شفيق" وليم سيدهم كان من أوائل الرهبان الذين وقعوا على بيان لتأييد ثورة يناير، مما أزعج القيادات الكنسية المختلفة، التى رفضت الاعتراف بالثورة فى بداية قيامها مؤكدًا أنه تفاجأ بوجود شباب جمعية الجيزويت التى يشرف عليها الأب وليم كقيادات شابة فى ميادين الثورة دونما اتفاق مسبق. فيما أكد المفكر القبطى كمال زاخر، أن الراهب وليم سيدهم فتح صدره وقلمه وكتب عن نماذج ناجحة فى الرهبنة المصرية، متمنيًا أن يتم تمصير تجربة الرهبنة الخادمة التى تعمل على خدمة المجتمع مع إعادة أحياء حلقة الوصل بين العلمانيين والأكليروس. وتابع زاخر: أحلم أن يؤسس هذا الكتاب لفكر مسيحى مصرى، فنحن نحتاج إلى إعادة الثورة إلى الجيل الذى اختطفت منه مرة أخرى، متمنيًا أن يتخلى اليسار عن القوالب التى حبس نفسه فيها ويقف صفًا واحدًا مع مصر الجديدة.