أطلقت مؤسسة مصر الخير، مبادرة "أيادى الخير للغارمين"، لتنمية وتعليم المهارات الحرفية لفتح أبواب رزق للغارمين، وذلك من خلال إعدادهم وتدريبهم بشكل جيد، بما يساعدهم على إيجاد مصدر رزق يساعدهم على توفير حياة كريمة، ويحميهم من الوقوع فى الاستدانة، التى تؤدى فى النهاية إلى أن يكون غارما أو غارمة. وتبدأ المبادرة اعتبارا من أول شهر ذو الحجة للإعلان عن توفير 1000 فرصة تدريبية حتى نهاية العام الجارى، وتشمل المبادرة توفير 100 فرصة تدريبية وتأهيلية لعدد من المهن خلال الأيام العشر الأوائل من شهر ذو الحجة. وقالت سهير عوض مدير مشروع الغارمين بمؤسسة مصر الخير، خلال إطلاق مبادرة "أيادى الخير" اليوم السبت، إن الفئات المستهدفة من المبادرة هو الغارم الذى عليه دين ولا يستطيع سداده، ولديه حرفة من الحرف المستهدفة، وهى فنى كهرباء وفنى سباكة وفنى تبريد وتكييف وفنى نجار موبيليا، لافتة إلى أن أهداف المبادرة تتضمن العديد من المحاور، أولها هدف اجتماعى لمساعده هؤلاء الأشخاص وإحساسهم بالمسئولية تجاه مجتمعهم، وتحويلهم من أشخاص غير منتجين بالمجتمع إلى أفراد منتجين، بالإضافة إلى رفع المستوى الفنى للعمالة المصرية، لكى تنافس العمالة من الخارج فى سوق العمل، موضحة أن المؤسسة تسعى لتحقيق هدف قومى من المبادرة يعتمد على إيجاد حلول جذريه لمشكلة البطالة والعمالة الفنية الماهرة بمصر مع تشجيع المجتمع على الإنتاج والتطوير بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية التى تمر بها البلاد . وأوضحت سهير عوض أن المبادرة تتضمن أيضا هدفا تنمويا، هو رفع المعاناة عن كاهل 1000 أسرة فقيرة من محدودى الدخل، وذلك بتوفير وخلق فرص إنتاج وابتكار لأسرهم مع توفير حياة كريمة للغارمين، عن طريق توفير مصدر دخل دائم لهم حتى لا يعودوا إلى الدين مرة أخرى، إضافة إلى تنمية الغارمين بتدريبهم وتعليمهم وتأهيلهم وصقل خبراتهم لسوق العمل، لتيسير الحصول على فرص عمل فى جميع أنحاء الجمهورية، الأمر الذى سيؤدى إلى ترسيخ فكرة روح العمل بين أفراد المجتمع وتحويل المجتمع من مجتمع غير منتج إلى مجتمع منتج . وأكدت مدير مشروع الغارمين بمؤسسة مصر الخير، أن هناك هدف ثقافى وهو تغيير نظرة وثقافة المجتمع تجاه هؤلاء الغارمين، وكذلك هدف مهارى من خلال تقديم عامل فنى مصرى ماهر مدرب لسوق العمل، لافتة إلى أنه سيتم تحديد المهن الحرفية التى تتناسب مع متطلبات السوق، وكذلك وضع برنامج فنى تأهيلى لكل مجال ينقسم بدوره إلى عدة مستويات بدءاً بالشق التعليمى، مرورًا بالتطور فى أداء الحرفة وانتهاء بالاتقان . وأشارت مدير مشروع الغارمين بمؤسسة مصر الخير، إلى أنه سيتم تشكيل لجنة لاختيار الغارمين المرشحين وفق ضوابط محددة لكل مجال فنى، وستقوم المؤسسة بتوفير عدد الأشخاص والأدوات اللازمة لكل برنامج فنى، كما سيتم تطبيق كافة الشروط والضوابط الفنية والإدارية فى اختيار الغارمين المستهدفين، لضمان الوصول إلى أفضل عمالة ماهرة من المرشحين، لافتة إلى أنه سوف يتم منح الغارمين المتدربين شهادة معتمدة من المؤسسة ومركز التدريب الذى قام بالتدريب فيه فى نهاية ورشة العمل، بشرط أن يكون قد اجتاز الاختبار النهائى بنجاح . وأوضحت سهير عوض أن شروط الالتحاق بالمبادرة هو أن يكون المتقدم تنطبق عليه معايير الغارمين، وتم فك كربه ولديه خبرة فى إحدى المهن المستهدفة، وأن لا يزيد عمر المتقدم عن 40 سنة، وأن يجيد القراءة والكتابة حيث سيتم تقديم دعم فنى من خلال تأهيل وتدريب الأشخاص الذين سوف يتم انتقاؤهم بعناية شديدة من خلال فترات التدريب التى منحت لهم، وكذلك تقديم الدعم قبل تنفيذ المشروع وأثناء المشروع أو بعد تسليم المشروع لمستحقيه أو كل ما سبق معاً، إضافة إلى تقديم دعم مالى حيث ستقوم مؤسسة مصر الخير بتوفير احتياجات الغارم من آلات ومعدات لبدء العمل . من جانبه قال الكاتب الصحفى محمود مسلم، إن مصر الجديدة لا تبنى إلا بسواعد أبنائها الشرفاء من عمال وفلاحين وفنيين، وأن الدور الحقيقى الذى يجب أن يلعبه الجميع هو فتح أبواب رزق، وتوفير فرص عمل حقيقة، للحد من البطالة، موضحًا أن مصر تستحق منا الكثير وعلى الجميع أن يعمل بصدر ورحب وإخلاص وشرف وأمانة وأن يضع نصب عينيه صورة مصر بين دول العالم حتى نرتقى ونعلو بين الأمم. وأضاف فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه الصحفى أيمن حمزة، أن مبادرة مؤسسة مصر الخير تحمل من القيم الوطنية الكثير لأنها تهدف للتشغيل والتدريب وهما عماد أى أمة تريد أن تنهض، مؤكدا أن المجتمع المدنى هو القاطرة الحقيقة وعمود أساسى فى خيمة الوطن. ووجه "مسلم" التحية لفريق عمل مؤسسة مصر الخير واصفا مشروعاتها بطوق النجاة الذى يضع أملًأ فسيحًا ويخلق حياة جديدة لكثير من المحرومين وفاقدى الأمل. وناشد الكاتب الصحفى رجال الأعمال الشركات الكبرى وكافة المؤسسات التضافر مع مؤسسات المجتمع المدنى من خلال الاستجابة لمثل هذه المبادرات التى تفتح نافذة جديدة وتوفر حياة أفضل لآلاف الأسر المصرية التى تعانى من ضعف الإمكانيات المادية. وقال مسلم إن الحكومة لا يمكن أن تعمل وحدها ولن تستطيع أن تقدم كافة الخدمات دون شراكة حقيقة وصادقة بين كافة أطياف مؤسسات الدولة حكومة ومجتمع مدنى وقطاع خاص، مشيرًا إلى أن الله عز وجل دعانا للعمل وبذل الجهد والعطاء لأن خلافة الله فى الأرض تقتضى التعمير لا التخريب والبناء لا الهدم.
