قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن أزمة الإخوان الحالية العميقة لا يبدو أن القيادات الجديدة المنتخبة لديها القدرة على حسمها، فمن خلال قراءتى لثلاث مقالات لأحمد عبد الرحمن رئيس المكتب الإدارى للإخوان بالخارج كشفت لى عن غياب التصور لديه أو مكتبه عن حلول للأزمة، وأضاف أن ما يقوم به القيادات التقليدية محمود عزت ومحمود حسين وإبراهيم منير ومن معهم يرجح لدى أنهم هم الذين سيحسمون خيارات الجماعة لصالحهم، لأن الجماعة هم من وضعوا نظامها القائم على شبه قوى مع نظام مبارك. وأضاف حبيب فى بيان له عبر صفحته على "فيس بوك" أن انتخابات الإخوان الداخلية لم تكن انتخابات بجد وإنما كانت تقوم على الولاء والثقة، مع غياب مركز واضح وقوى لصناعة القرار فى الجماعة فإن من لديه خبرة أكثر بدهاليز التنظيم سيحقق حسما فى الصراع الدائر الآن على أشده داخل الجماعة. ولفت حبيب إلى أن الصراع داخل الجماعة يعكس غياب تقاليد مؤسسية حقيقية قائمة على الشفافية والشورى، وقد كان ذلك أحد أهم أسباب عجز الجماعة عن إدارة شئون البلاد فى السنة التى حكموا فيها، يتحدث بعض الشباب عن الصف وقدرته على حسم الصراع، بينما يقولون إن هناك 75% من الجماعة لا يتحركون وهم من تسعى القيادات الجديدة لجذبها، بالطبع نحن نتحفظ على هذا الرقم. وأشار الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إلى أن مشكلة الجماعة بنيوية، وليس من الممكن حلها فى سياق أزمة ضخمة تواجهها، ويبدو لى أن الصراع ذات الطابع الرأسى فى الجماعة سيقود فعلا إلى ذهاب قطاعات ممن يؤمنون بالعنف إلى داعش، بدلا من ممارسة نضال داخلى مؤلم وقاس ومورث للإحباط لتمكين القوى الجديدة، الجماعة تحتاج إلى تعريف جديد لذاتها وهذا غير ممكن فى ظل سياقات ذات طابع صراعى. وتابع: "الصراع الجديد ليس فقط حول من يحكم؟ وإنما حول ما هى هوية جماعة الإخوان الجديدة بعد ثورة يناير وبعد المواجهات الدموية مع الدولة وبعد الفشل فى الحكم وفى قضايا الهوية والتعريف والتأسيس للجديد يكون الصراع مختلفا عن مجرد صراع على منصب المرشد كما كان فى أزمة ما بعد وفاة البنا.