الأعصاب هى وسائل لنقل الإشارات من وإلى المخ، حيث توصل الاشارات القادمة من المخ لتحريك العضلات وتوصل اشارات الإحساس من الأطراف إلى المخ كى يشعر الإنسان بحاسة اللمس والحرارة والألم.. إلخ. ومن وظائف الأعصاب أيضاً التحكم فى عمليات البناء والهدم والأيض فتتحكم فى انقباض وانبساط الأوعية الدموية وتنظيم درجة الحرارة وعمليات فسيولوجية أخرى كثيرة. وأمراض الأعصاب تؤثر على العظام بدرجات متفاوتة مما يجعل علاج بعض الحالات فى جراحة العظام واجبا مشتركا بين طبيب جراحة العظام وطبيب الأعصاب والمريض لضمان نجاح العلاج. ومن أمثلة أمراض الأعصاب التى يتم علاجها بواسطة جراحة العظام حالات إصابات الأعصاب التى تؤدى إلى شلل مثل سقوط القدم أو سقوط الكف أو شلل الضفيرة العصبية وفى هذه الحالات يكون التدخل من جراحة العظام فى صورتين: إما استكشاف العصب وتسليكه أو إزالة الضغط عنه أو توصيل العصب المقطوع وإصلاحه . أما الصورة الأخرى هى جراحات نقل الأوتار ونقل العضلات حيث إن كل مفصل يتحكم فيه مجموعة من العضلات وبالتالى فمن الممكن أخذ عضلة واحدة من هذه العضلات لتعويض النقص فى وظيفة عضلة أخرى. وبالتالى تظل الوظيفة جيدة ولا تتأثر بالنقل. من الأمثلة الأخرى علاج حالات شلل الأطفال حيث يولد الطفل ويصاب بهذه الشلل فى مراحل مبكرة من العمر مما يؤثر على الطول وشكل العظام وبالتالى فيمكن علاج هذه الحالات لإصلاح تشوه العظام وقصرها وأيضا لإصلاح الضعف بعمليات نقل الأوتار أو سمكرة المفاصل. أما حالات إصابات خلايا المخ بسبب نقص الأكسوجين أو الجلطات فى الأطفال أو الكبار فيكون التدخل الجراحى بواسطة جراحة العظام لإصلاح التشوهات ونقل الأوتار مع استمرار العلاج الطبيعى لتحسين المشى والوظيفة وهذه الجراحات تعطى نتائج ممتازة بشرط عمل الجراحة الصحيحة فى المريض المناسب والسن المناسب مع استمرار العلاج الطبيعى. وفى حالات مرض السكر المزمن يعانى المرضى بما يسمى التهاب الأعصاب الطرفية التى يؤدى إلى تآكل المفاصل وتدميرها بمرض شاركوت وهو مرض يستلزم العلاج الجراحى المبكر لمنع تدهور الحالات إلى حدوث قرحة وتلوث والتهابات قد تؤدى إلى البتر. لكن هذا العلاج الجراحى يستلزم التزام المريض بعلاج التهاب الأعصاب وعلاج السكر لضمان نجاح العلاج.