لأننا نؤمن بالمثل الشعبى القديم بأن «زامر الحى لا يطرب».. لم نكن نتوقع أن أهل القلعة الحمراء لن يتلاعبوا بمشاعر الجهاز الفنى للفريق بقيادة حسام البدرى، وأن يعلنوا رأيهم القاطع فى مسألة تجديد تعاقده مع الفريق وتواصله وبقائه حتى يهدأ الحال العام وتبدأ مرحلة التفكير والإعداد للمرحلة القادمة بما فيها مسابقة كأس مصر والكأس الأفريقية التى أعلن عن مجموعتيها منذ أيام قليلة.. وأزعم أن إدارة الأهلى كانت جادة فى حسم أمر الكابتن حسام البدرى وسريعاً أعلنت رأيها دون تأخير لأن التسويف فى مسألة التجديد لم يكن فى صالح الأهلى وجهازه الفنى بعدما تعالت صيحات اللاعبين الصغار الذين أعلنوا وأكدوا أن لولا البدرى ووجوده على مقعد المدير الفنى لم يكن يعرفهم أحد ولا كانوا نالوا فرصتهم فى المشاركات التى قدمتهم للجماهير الحمراء وكل ما أخشاه هنا.. هى حالة المزايدة من اللاعبين الذين طالبوا ببقاء البدرى لأنها ربما تتحول إلى طوق فى عنق المدير الفنى، ويصبح هؤلاء اللاعبون أصحاب فضل فى التجديد له، وتلك كارثة أن يحوز المدير الفنى رضاء وقبول ومزاج اللاعبين، وإذا كان الأمر كذلك فيمكن أن يكون اختيار المدير الفنى للأهلى بالانتخابات، ويمكن وضع صندوق انتخابى فى منتصف الملعب ونرى اللاعبين يدلون بأصواتهم فيها لبقاء البدرى.. نحن أمام أزمة نفسية ربما تهز عاطفة ومشاعر الجهاز الفنى ثم ما الأسباب الحقيقية للتجديد. ستكون فرصة كبرى لكل اللاعبين أن ينحازوا ويقدموا كل الولاءات للجهاز الفنى. هل حقاً الصراع بين التيار الذى يمثله حسن حمدى رئيس النادى والذى أكده فى تسريباته الصحفية بأنه مع التجديد والتمديد للبدرى ورفاقه فى الجهاز الفنى، حتى لا ينتصر التيار الذى يمثله النجم الكبير محمود الخطيب نائب رئيس النادى والذى يرى أن الأهلى لا يستطيع إدارته وقيادته الفنية إلا مدير فنى أجنبى لأنها عادة أهلاوية قديمة على مدار تاريخه الممتد لأكثر من مائة عام.. ويرى أصحاب هذا التيار المتشدد ضد المدير الفنى الوطنى أن أهم مميزات الأجنبى حالة التفرغ الكبرى للفريق وعدم معرفته بما يدور فى كواليس النادى، وعدم اهتمامه ومعرفته بما يكتب فى الصحافة حتى لا يدخل فى صدام كبير ربما يضع الإدارة كلها فى حرج، وإن كانت وجهة النظر الأخيرة قد كسرها وحطمها مانويل جوزيه المدير الفنى السابق بعد حالات الشجار غير المسبوقة مع رجال الإعلام، وحالة التطاول التى شهدها الجمع على الهواء مباشرة ولم تستطع الإدارة وقتها ردع المدير الفنى الأجنبى بل ظلت تجلس على كراسى المشاهدين لا حول لها ولا قوة لأن جوزيه ظل فى الأهلى وحقق انتصارات جعلته أقوى تأثيراً وجماهيرية فى الإدارة نفسها. تيار الخطيب أيضاً وجد أن المدير الفنى الأجنبى لا يتأثر عاطفياً بعلاقاته باللاعبين ولا يفرق بين نجم ذائع الصيت والشعبية ولاعب مغمور، ولكنه ينفذ ما يخطط له الأجنبى، وهناك أقاويل وأسانيد كثيرة يؤكدها ويرسخها التيار الذى كان ضد البدرى ورفاقه، رغم أن المدير الفنى المصرى لم يأخذ فرصاً كبيرة حتى تكون أحكامنا عليه نهائية، وكل ما حصل عليه موسم واحد فقط أدار وأجاد وحقق فيه حتى الآن ما لم يكن تحلم به الإدارة الأهلاوية.. وكان يبدو للجميع أن تلك الإدارة جاءت بالبدرى كمحلل مؤقت يجدد شمل الفريق ويقدم وجوهاً جديدة ويتخلص من بعض اللاعبين، ثم يأتى مدير فنى أجنبى جاهز ليحصد ثمار ما زرعه البدرى وهذه صفة أهلاوية قديمة حدثت وقتما قدم الراحل العظيم عبده صالح الوحش وأعد فريقاً قوياً على رأسه إكرامى والخطيب وزيزو ومصطفى يونس ثم جاء هيديكوتى ليحصد ثمار البطولات، وأيضاً لا ننسى أن أنور سلامة كان مديراً فنياً وجاء ليتخلص من النجم طاهر أبوزيد وعلاء ميهوب وربيع ياسين ومحمود صالح، ثم رحل عن الفريق وجاء أجنبى، لكن الإدارة هذه المره لم تتخلص من البدرى وأخيراً ينتصر التيار المعتدل بقيادة حسن حمدى ويظل البدرى على مقعد المدير الفنى ونتخلص من المثل الشعبى القديم بأن زامر الحى لا يطرب وتؤكد أنه يطرب فى الأهلى فقط.