شادية صوت مصر. وشيرين وأنغام وآمال ماهر رقم واحد فى الوطن العربى قرصنة الإنترنت أصابت صناعة الموسيقى بالانهيار.. والمنتجون خسروا "دم قلبهم" أحب المهرجانات الشعبية ولكن كلماتها ساقطة ومرفوضة.. والمدارس سبب انتشارها الاحتكار أول مسمار فى نعش الأغنية المصرية والعربية أحضر لبرنامج جديد لاكتشاف المواهب سيكون مفاجأة من خلال شركتى الجديدة مع المنتج وليد توفيق لا يجب منع الإنتاج السينمائى الهابط.. ولكن لابد من تجنب إثارة الفتن بعد سنوات من الغياب لترتيب الأوراق، عاد النجم مصطفى قمر ليشرق على الساحة الفنية مرة أخرى، حاملاً معه أغنيات، وألبومًا وفيلمًا جديدين، ومشروعات فنية وإعلامية عديدة، ولأن العودة تستحق أن نحتفى بها تقديرًا لمشروع فنى متماسك ومميز وسط مشروعات وتجارب جيل التسعينيات فى الساحة الفنية المصرية، استقبلنا مصطفى قمر فى «اليوم السابع» لنحتفل معه بأعماله الجديدة، ونتعرف على أحدث مشروعاته. استأنفت نشاطك الغنائى والفنى بعد غياب سنوات عن الساحة.. فما الذى شجعك على العودة؟ - الغياب طويل، ولكن العودة ليست طارئة، كنت قد قررت العودة منذ فترة طويلة، ولكن فى ظل الظروف الصعبة التى عشناها خلال السنوات الأربع الأخيرة كان من الصعب أن أعود، ولكن بعد استقرار الأوضاع خلال الفترة الراهنة كان الأمر مشجعًا على العودة، لهذا طرحت ألبومى الغنائى «أنا مطّمن» فى 2013 بعد أن وجدت أنه لا داعى للانتظار، ويكفى ما غبته من وقت عن الساحة وعن الجمهور. إذن كانت ثورة يناير هى السبب الرئيسى فى الغياب عن الساحة الفنية.. أليس كذلك؟ - لا شك فى أننى تأخرت، وفى ال3 سنوات الماضية تأخر كثيرون من الفنانين نظرًا للظروف التى كانت تمر بها البلاد، ولكن بالتأكيد ثورة يناير ليست السبب فى الغياب، فقد كانت الأوضاع والظروف غير جيدة قبل الثورة بعامين، وكان هناك خلل واضح فى صناعة الموسيقى والفن بشكل عام، بسبب ظهور قرصنة الإنترنت، وابتعاد المنتجين عن الساحة بعد خسارة أموالهم و«دم قلبهم»، وهو ما أصاب الصناعة بالانهيار، وحتى إذا حاولنا التغلب على الأمر باللجوء إلى سوق الديجيتال فإن الأمر لم يجلب عائدًا ماديًا كبيرًا، لكنه فتح طريقًا جديدًا يساعد فى دعم صناعة الموسيقى. مع مَن تتعاون من الشعراء والملحنين فى ألبومك الجديد؟ - أتعاون من خلال الألبوم مع مجموعة من الشعراء الذين شاركونى رحلة نجاحى منذ بدايتها، ومنهم رضا زايد، وأيمن بهجت قمر، وأمير طعيمة، وبهاء الدين محمد الذى افتقدته خلال الألبومات الأخيرة، ومن الملحنين عمرو مصطفى، ومحمد رحيم، ومحمد النادى، ووليد سعد الذى أتعاون معه لأول مرة رغم صداقتنا القوية، أما من الموزعين فأتعامل مع محمد مصطفى، وطارق مدكور، وحميد الشاعرى، وطارق عبدالجابر، ومحمد شفيق، ويشهد الألبوم عددًا من الألحان التى وضعتها بنفسى ولكننى لم أحسم أمر إضافتها للألبوم حتى الآن. كم أغنية انتهيت من تسجيلها؟ وما الاسم النهائى للألبوم؟ - لم أستقر على اسم الألبوم حتى الآن، رغم أننى انتهيت بالفعل من تسجيل 4 أغنيات منه، فضلًا على الاستقرار على اختيار عدد كبير من الأغنيات، منها: «أصل الأيام»، و«مالها النهارده»، ويضم الألبوم مجموعة أغنيات متنوعة فى الشكل والموسيقى، فمنها «البوب»، والشكل الرومانسى، ولكن الدراما تحتل نصيب الأسد من الألبوم ب6 أغنيات من أصل 10 أغنيات. متى تبدأ تصوير أغنية «انتى اللى اخترتى»؟ - خلال الأيام المقبلة، وسيكون هذا بين مصر ودبى، وكانت لدى رغبة فى استطلاع الرأى حول الشكل النهائى الذى سيظهر به الكليب للجمهور، حتى جمعتنى جلسة تحضيرية مع فريق العمل الذى اختار الأسلوب الدرامى عبر قصة بها أداء تمثيلى، وعندما طرحت السؤال على جمهورى من خلال صفحتى على فيس بوك، وجدت أنهم يشاركون فريق العمل فى الرأى، وأصوره بشكل جديد وغير تقليدى. ألم تكن متخوفًا من طرحها «أوديو» فقط دون فيديو كليب؟ - إطلاقًا، كان الشىء الأهم بالنسبة لى فى هذا الأمر هو رجوع الأغنية كصوت، وليس اعتمادها على الفيديو كليب رغم أهميته، والحمد لله لاقت الفكرة نجاحًا كبيرًا، وسيتم تصويرها وطرحها على خلفية نجاحها لا فى إطار البحث عن فرص للنجاح، والمهم أن الأغنية أثبتت وجهة نظرى، وحققت النجاح المرجو منها وأكثر، فليس المهم هو العودة، ولكن المهم هو طريقة العودة وما ستقدمه للجمهور. أغانى المهرجانات.. ما رأيك فى هذه الظاهرة؟ - هذا الشكل من الأغنيات سينتهى قريبًا، فهى موضة ستزول مع الوقت، ورغم ملاحظاتى عليها أعترف أننى معجب جدًا ببعض ألحان هذه الأغنيات الجديدة، لأنها تحمل طابعًا راقصًا جميلاً ومبهجًا، ولكننى بالطبع أتحفظ على الكلمات الساقطة والشتائم والعبارات غير اللائقة التى توضع على هذه الألحان، مع طريقة الغناء التى لا تستطيع من خلالها فهم ما يقوله صاحب الأغنية، ورغم كل هذه الملاحظات ساعد بعض نجوم السينما على انتشار هذه الظاهرة للأسف، إذ لجأ بعضهم إلى الاستعانة بها فى الأفلام، وهو الدور السلبى الذى تكتمل حلقته بالتقصير فى تعليم اللغة العربية للأجيال الجديدة فى المدارس، وهما تقريبًا أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة إلى جانب العشوائيات، ولا أقصد بها الفقر على المستوى المعيشى، ولكنها تعنى لدىّ الفقر الثقافى والتعليمى، فمن داخل العشوائيات ظهر مقدمو هذه الأغانى، الذين يمثلون موجة ضخمة أمام الطبقة المثقفة وجيدة التعليم، والتى تظل محدودة العدد ولا تستطيع تصحيح هذا المسار، ومواجهة شريحة عشوائية ضخمة من متوسطى التعليم والأميين الذين يهتمون بسماع المهرجانات. ما الحل الأمثل من وجهة نظرك للحد من تأثير العشوائيات على الثقافة والفن؟ - يجب وضع حد للمشكلات التى واجهتنا خلال الأعوام الماضية حتى لا تتراكم وتتفاقم فى المستقبل، ويجب الوصول للطبقة الشعبية والاهتمام بها، لأنها تمثل الجزء الأكبر من المجتمع المصرى، كما يجب الاهتمام بمشكلة الانفلات السكانى، وأزمات السكن، ووضع نظام جديد وفعال لحلها، فمثلاً بدلا من التوسع الأفقى فى الأماكن السكنية، يمكن أن نعيد توزيع سكان العشوائيات على المناطق الخالية، مع توفير الخدمات لهم، ومن هنا يمكننا أن نبنى جيلاً جديدًا متعلمًا. بعض النجوم ينجحون فى الغناء ويفشلون فى السينما، فكيف حافظت على معادلة النجاح فى الجانبين؟ - قدمت 3 ألبومات غنائية، وكنت أقف على بداية طريق النجاح عندما جاءتنى فرصة تقديم أول فيلم سينمائى بعنوان «البطل» مع النجم الراحل أحمد زكى، وقتها حذرنى البعض من خوض التجربة حتى لا تتعطل مسيرتى الغنائية، لكننى كنت أرى أمامى نماذج ناجحة، مثل عبدالحليم حافظ، ومحمد فوزى، وآخرين حفاظوا على النجاح فى التمثيل والغناء معًا، لذلك كنت أركز بشدة فى اختيار أعمالى السينمائية دون أى فرصة للانجراف بعيدًا عن شخصيتى الغنائية. ماذا عن أعمالك السينمائية الجديدة؟ - خلال الفترة الحالية أحضر لفيلم سينمائى جديد مع ياسمين عبدالعزيز والمخرج إيهاب راضى، يحمل اسمًا مؤقتًا «لما تحب حد»، وهو دراما رومانسية كوميدية، ومن المرشحين للتواجد معنا فى هذه التجربة الفنانون لطفى لبيب، وماجد الكدوانى، وهنا شيحة، ومن المقرر بدء تصويره بعد عيد الفطر، وأيضًا هناك فيلم جديد مع المخرج على إدريس، وسيناريو وحوار زينب عزيز، وهو خارج دائرة الرومانسية المعتادة فى أفلامى، فهو اجتماعى كوميدى يتناول قصصًا طريفة فى إطار عائلى. هل من الممكن أن تقدم عملًا دراميًا دون أن تغنى به؟ - نعم، إذا كانت هناك تجربة، مثلما فعلتها الرائعة شادية، حيث قدمت تجارب فى هذا الإطار، وكانت تريد من خلالها أن تقول إنها قوية فى التمثيل مثل الغناء، مع الأخذ فى الاعتبار بالطبع أن شادية تمتلك موهبة فريدة، فهى صوت مصر، وأعتبر أن صوتها من الجنة، وهناك أصوات حاليًا تفخر مصر بها، مثل أنغام وشيرين وآمال ماهر، فهن رقم واحد فى الوطن العربى. ما سبب توقف العمل بمسلسل «سلطان زمانه» الذى تحضر له منذ فترة طويلة؟ - ما زلت متمسكًا به، لأن السيناريو جيد بالفعل، ولكن مشكلته الكبرى تكمن فى الإنتاج، لأننى لم أكن راضيًا عن شكل الإنتاج فى بداية قبولى للعمل، وحتى الآن ننتظر الجهة التى ستتولى إنتاجه بالشكل الذى يرضينا فنيًا. ماذا عن أسرتك وابنيك؟ وهل ورث أحدهما الفن عن أبيه؟ - أعيش حياة اجتماعية وأسرية عادية وهادئة، ولدى ولدان يبدو أنهما موهوبان، هما «تيام» يحب التمثيل، ويريد أن يصبح ممثلاً، و«إياد» يميل أكثر إلى الموسيقى والغناء الغربى، وقريبًا سيشاركان معى فى أحد الأعمال الفنية. ما سبب اختفاء بعض النجوم من جيل مصطفى قمر؟ وما الذى يميزك عنهم؟ ومتى يشعر الفنان بالملل؟ - فى بداية كل مرحلة وفترة زمنية معينة تظهر مجموعة من الفنانين الموهوبين الذين يحدثون طفرة فى صناعة الموسيقى، ويظهر أيضًا أنصاف المواهب، ثم تتم التصفية، ويستمر أصحاب المواهب الحقيقية، وربما يرجع سبب اختفاء عدد كبير من النجوم إلى ظروف شخصية خارجة عن إرادتهم، فضلاً على ظروف أخرى خاصة بالفنان وقناعاته الشخصية، فهناك بعض الفنانين يتعاملون مع الفن على أنه «سبوبة» ووسيلة لجمع الثروة وحسب، ولا يتمتعون بقدر كافٍ من الذكاء يجعلهم يطورون من أساليبهم ويواكبون التطور التكنولوجى من حولهم، أما عن الوصول إلى الشعور بالملل والمبادرة بالانسحاب فقد يصيب النوعية التى أشرت إليها ممن يتعاملون مع الفن ك«سبوبة»، فكثيرون منهم يتركون الفن سريعًا بعد تحقيق أهدافهم، ويتفرغون للتجارة. فيلمك الأخير «جوّه اللعبة» تم رفعه من السينما بعد طرحه بأيام قليلة، فهل تعتقد أنه كان أمرًا متعمدًا؟ - ما أعتقده أن الفيلم تعرض للظلم بطريقة واضحة وغريبة جدًا، وكان هناك تعمد واضح بالفعل وتعسف كبير تجاه العمل، فقد فوجئت برفعه من دور السينما بعد مرور يوم واحد على عرضه، وشركة التوزيع مسؤولة عن ذلك دون شك، فضلا على وجود تقصير من ناحيتى بسبب عدم اعتراضى على المحاباة التى كانت تحدث بين الجهة المنتجة ومخرج العمل فى توفير المصاريف وتكاليف الإنتاج بشكل أثر سلبيًا على العمل. هل حاولت «روتانا» العودة للعمل مع مصطفى قمر؟ وهل يمكنك التعاقد معها مجددًا؟ - نعم، حاولت «روتانا» الاتفاق معى مرة أخرى منذ 4 سنوات تقريبًا، ولكن لم يحدث توافق بيننا على الشروط، ومن جانبى لا أرفض التعاون مع «روتانا» بشكل مطلق ونهائى، لأنها مؤسسة فنية قوية، ومن الممكن أن أتعاقد معها إذا توافقت مع شروطى، ولكننى حاليًا أشعر بالارتياح مع شركة «مزيكا»، لأن المنتج محسن جابر متفاهم ويعطى مساحة حرية كبيرة لمن يتعامل معه. كيف أضر احتكار النجوم بصناعة الموسيقى فى رأيك؟ - الاحتكار أضر الأغنية المصرية والعربية بدرجة كبيرة، فهو أول مسمار فى نعش الأغنية وصناعة الموسيقى فى المنطقة، ويجب على شركات الإنتاج إعادة النظر فى فكرة الاحتكار، وإن كنت أتوقع استمرار الوضع على ما هو عليه، لأن شركات الإنتاج تسعى لمصلحتها من أجل الربح المادى فقط، دون النظر إلى احتمالات انهيار صناعة الموسيقى، ولكن بعيدًا عن حالة الاحتكار هذه أجدنى مضطرًا لمطالبة الجمهور المحب للفنان بالحصول على أغنيته بطرق شرعية، وليس عن طريق القرصنة والتحميل من مواقع الإنترنت. هل ستنتج لآخرين من خلال شركتك الخاصة؟ وهل سيكونون من الكبار أم من المواهب الجديدة؟ - نحن فى إطار الحديث عن رؤية اقتصادية، ولا يوجد لدى أى مانع فى إنتاج أعمال فنية لمطربين آخرين، ولكن سيكون هذا بعد مرحلة معينة من العمل، بحيث تكون الشركة فى وضع قوى يؤهلها لذلك، أما عن نوعية الإنتاج فبالتأكيد ستهتم الشركة بالمواهب الجديدة والاكتشافات الفنية، وإذا قررت الإنتاج لفنانين كبار فسأختار أسماء ومشروعات فنية مهمة ومؤثرة. ما رأيك فى برامج اكتشاف المواهب؟ وهل يمكن أن تشارك فى واحد منها؟ - جميعها «فورمات» مقلدة ومنقولة من نسخ أمريكية وغربية، وهى بالفعل تساعد على خروج مواهب حقيقية، ولكن لا يجب الاعتماد الكلى عليها. أما عن فكرة خوضى التجربة، فأنا بالفعل أحضر خلال الفترة الحالية لفكرة برنامج جديد لاكتشاف المواهب، وأعمل عليها حاليًا، وستكون فكرة من نوع جديد، غير مقلد، وما زالت التجربة قيد الدراسة والتطوير، ولم نضع الترشيحات النهائية لأعضاء لجنة التحكيم، ولكن ضمن الخطط المطروحة أن يشاركنى فيها عدد كبير من النجوم المتخصصين فى جميع المجالات الفنية. أخيرًا، ومن موقع خوضك لتجربة التمثيل أكثر من مرة، ما رأيك فى المستوى السينمائى الحالى؟ - الوضع الآن متداخل بدرجة كبيرة، ومستوى السينما حاليًا ليست له نظرية محددة، فلا يجب منع الإنتاج السينمائى سواء الهابط أو الجيد، لكن من الضرورى قبل إنتاج أى عمل سينمائى جديد أن تكون هناك دراسة للحالة الاقتصادية والاجتماعية فى الشارع المصرى، حتى لا يتورط الفنانون وصناع السينما فى تقديم محتوى يثير الفتنة والقلاقل فى المجتمع.