فى أفج صورةٍ يُمكن أن يراها حتى من أصيب بعمى قلبى وبصرى تطل علينا هذه الجماعة الدولية القذرة المسماه تدليساً وزوراً بجماعة " الإخوان المسلمين " من خلال أذرعتها المحلية والدولية لتقول ما لا يُنتِج تأويله غير أنها شجرة خبيثة لا يصح معها إلا أن تجتث من فوق الأرض . بعد إحالة أوراق مرسى ورفاقه إلى مفتى الجمهورية فى بعض القضايا المتهمين فيها لاستطلاع رأى فضيلته فى الحكم الشرعى .. رأينا حالة من الهياج الإخوانى الناعق حتى من قبل أن يصل رد المفتى أو يحكم القاضى بالإعدام فى أول درجات التقاضى والذى لا يمكن اعتباره حكماً واجب النفاذ إلأ بعد استنفاذ كل درجات التقاضى من نقضٍ واستئنافٍ وطعنٍ وفقاً للقانون المصرى الطبيعى الذى يحاكم أمامه الجميع .. ففى مصر لا محاكمات استثنائية لأحد بعد أن ارتضينا بهذا فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 لنؤسس لدولة القانون التى كنا نتطلع إليها .. ولا تدخل أو تعقيب على احكام القضاء بداية من رئيس الجمهورية إلى أصغر وطنى شريف فى مصر حتى لو حكم القاضى ببراءة مرسى مما هو منسوب إليه .. وليعلم الجميع أن هناك قضايا يحاكم مرسى فيها على فترة ما قبل الرئاسة وقد تم اتهامه فيها وهو فى منصب رئيس الجمهورية كقضية " الهروب الكبير من وادى النطرون " وغيرها . يطل علينا الإخوانى الأخرق والذى يظن نفسه أقوى إخوانى على الأرض المدعو أردوغان - رئيس تركيا على مضضٍ من نصف الأتراك تقريباً – ليتدخل فى شئون القضاء المصرى وينتقد الأحكام التى لم تصدر بعد ويتغابى عمداً ويحاول إيصال صورة لأسياده فى الغرب التعيس أن فى مصر أحكامٍ فاشيةٍ بلا محاكماتٍ وأدلةٍ وبراهين ويقول بأنه يتشاور مع السعودية وقطر للإحالة دون إعدام مرسى .. وتصل الفجاجة بالإخوان فى تركيا لنسمع " نعمان كورتلمش " يهدد المصريين بأن تنفيذ أحكام الإعدام بحق الرئيس المعزول بأمر الشعب محمد مرسى ورفاقه سيدخل مصر فى دوامة من عدم الاستقرار قد تمتد لأكثر من 50 عاما .. مستمراً فى العته مخرفاً بأن مصر لن تتحمل إعدام مرسى لأنه سيؤدى لاضطرابات كبيرة وسيغرق الجميع . لكن المتأمل فى حال تركيا يمكنه أن يتلمس حقيقة المشهد هناك .. الحقيقة أن نظام الحكم الإخوانى فى تركيا مصاب بمتلازمة " السيسى فوبيا " .. نعم يمكن بكل بساطة بمطالعة بعض الصحف التركية وهى تتحرش بأردوغان ونظام حكمه معنونةً صدور صحفها " إعدام الرئيس الحائز على 52 % " فى تهكم وإشارة واضحة لأردوغان الحائز على نفس النسبة فى انتخابات الرئاسة التركية الماضية .. ولم يمر الأمر مرور الكرام فتلقف النظام الإخوانى الطعم وثار وأخذ يصرح تصريحات عديدة بداية من أردوغان لأقل مسئول إخوانى هناك .. ثم تأتى صراحة من أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى ليقول إن الكيان الموازى يسعى لتكرار التجربة المصرية فى البلاد .. حيث قال نصاً " أتحدث إليكم صراحة فإن الكيان الموازى يسعى لتكرار تجربة السيسى فى بلادنا، يريدون التحول إلى تركيا الهشة ". مما سبق يتضح أن ما تقوم به تركيا من خلال نظام الحكم الإخوانى –المطيع لإسرائيل وأمريكا – ليس فقط لاعتبارات تنظيمية فى تلك الجماعة المنفصلة والمنفصمة عن الواقع والتى تعيش فى كيان موازى للمجتمعات والدول داخل سراديب الجماعة الضيقة المعتمة بل أيضاً خوفاً من أن تتكرر التجربة المصرية فى لفظ هذا الكيان الإخوانى فى تركيا خاصة مع تصاعد وتيرة الإحتجاجات هناك .. ولن أتكلم على النظام الاقتصادى الهش المغرق بالديون والذى قام أساساً على تأجير وبيع الأصول المملوكة للدولة وغيره من الأشياء الكفيلة بانهيار تركيا فى أسرع وقت وضياع مستقبل وحق الأجيال القادمة فى الثروات التركية لأن هذا شأن داخلى ولا أحب أن أتدخل فى شأن الدول الأخرى . فى ختام مقالى هذا لابد أن أشير إلا أن تركيا وقطر وإيران وأمريكا وإنجلترا وألمانيا ..هم أبرز الأنظمة الحاكمة التى تعادى مصر الآن وتدافع باستماتة عن الإخوان وبالنظر فى الارتباط بين تلك الدول نعلم جيداً أننا فى حربٍ حقيقية تستخدم فيها كل هذه الدول إمكانياتها من أجل إسقاط مصر .. ولكننا كمصريين لن نستسلم أبداً وإن مصر ماضية فى طريقها بلحمة شعبها فى مواجهة كل هذه الحروب على المستوى المدنى أو العسكرى .. فإنا جميعنا جُندٌ لا يترك سلاحه إلا ميتاً .. ولن تنهار مصر أو تقع أبدا .. وليعلم كل الطامعين والمتأمرين أن هناك طريقاً واحداً لدخولهم مصر والسيطرة عليها هو العبور على أجساد المصريين إن استطاعوا ذلك أوكان لهم طاقة به .. دامت مصرُ حرةً أبيةً امنةً مستقرة .