نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز تقريرا يلمس الاختلافات التى تفرق بين الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" من خلال الوثائق الأخيرة التى كشفت عنها أجهزة الاستخبارات الأمريكية وبين التنظيم المسلح داعش. ويقول تقرير الصحيفة البريطانية، إن الرسائل الأخيرة لزعيم تنظيم القاعدة الراحل تبرز أساليبه التى تنافى نظيرتها التى يستخدمها التنظيم المسلح داعش، ففى الوقت الذى اعتادت فيه مليشيات التنظيم تنفيذ عمليات تفجيرية انتحارية فى مناطق ذات كثافة سنية، كان "بن لادن" يحذر من الهجمات التى قد تسبب تغريب جماهير المسلمين وخوفهم من التنظيمات الإرهابية. وأوضح التقرير أن وحشية داعش التى لا يضاهيها شىء سوى انتشارها الواسع فى مواقع التواصل الإجتماعى، نجحت فى استقطاب عدد كبير من الشباب، وجعلت أفكار الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة تبدو رقيقة وغير جاذبة. حرص "بن لادن" فى رسائله على تركيز الهجمات على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعدم إقامة أى دولة خلافة إسلامية قبل القضاء على نفوذها بالمنطقة، مشيرا إلى صعوبة تكوين أى دولة اسلامية لما ستجلبه من حصار تقود أمريكا. وقد شدد "بن لادن" فى رسائله لتنظيمات إرهابية مثل الشباب فى الصومال وتنظيم القاعدة فى المغرب العربى على عدم تنفيذ هجمات ضد أجهزة الأمن المحلية، أو ترويع المواطنين المسلمين ومعاملتهم بشكل حسن. ويقول المسئول السابق فى الخارجية الأمريكية "ويل ماكانتس" والخبير الحالى فى مكافحة الأنشطة الإرهابية أن "بن لادن" كان يركز جهوده فى استقطاب العقول والقلوب وخوض معركة طويلة المدى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى حين تتخذ داعش من الوحشية أداة لتطبيق سياساتها. وأشار تقرير الفايننشيال تايمز إلى سلسلة التفجيرات الانتحارية التى شنها تنظيم داعش فى محافظة الرمادى قبل سقوطها الأسبوع الماضى، وقيامه بإعدام كل من كان على علاقة بأجهزة الأمن فى المدينة بعد سيطرته عليها رغم أغلبية الطائفة السنية بها. وتظهر الوثائق التى استحوذت عليها أجهزة الاستخبارات الأمريكية بعد اغتيال "بن لادن" فى 2011 حرص الأخير على استغلال ثورات الربيع العربى لدفع جماهيرها إلى اتباع تنظيم القاعدة من خلال الكتابات والتنظيرات، محذرا من أساليب تنظيم داعش الذى كان يشهد بداياته آنذاك.
