سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
راعى الكنيسة الكاثوليكية ب«دلجا» يواجه الفتنة بالمحبة.. الأب أيوب يشارك فى حوار «بيت العيلة» بالأزهر.. ويسهم فى نشر اللغة العربية بين أبناء الكنيسة لأسباب ثقافية
الأب أيوب استقبل «اليوم السابع» بابتسامة هادئة، وملامح صعيدية، مؤكدا أن الأصل فى سكان دلجا، هو الطيبة، إلا أن أصحاب المصالح السياسية هم من يثيرون الفتن، لتحقيق مكاسب شخصية على حساب فقراء القرية. وأضاف الأب أيوب أن أجهزة الأمن، قبل ثورة ال25 من يناير، كانت تتجاهل شكوى المسيحيين من ارتفاع النبرة الطائفية، خلال صلاة الجمعة من كل أسبوع، حتى إنه كانت هناك محاولات متعددة لاقتحام دار الخدمات التابعة لكنيسة مارى جرجس، كانت تحدث، عقب انتهاء صلاة الجمعة، من قبل متشددين منتمين لجماعات الإسلام السياسى. وقد اصطحبنا الأب أيوب إلى دار الخدمات الملحقة بالكنيسة، والتى تعرضت للاحتراق، عقب الموجة الثورية ب30 يونيو، وكان المبنى مخصصا لاجتماع المرضى والمسنين، وتقديم الإعانات، إضافة إلى مكتبة ثقافية ضخمة، كانت تضم 3 آلاف كتاب، أحرقت بالكامل. ويأمل الأب أيوب فى تحسن الأحوال، خاصة بعد إنشاء بيت العائلة، الذى يدعم الحوار بين رجال الدينين المسيحى والإسلامى، ويأمل الأب أيوب أن تخرج تلك الأحاديث من الغرف المغلقة إلى الشارع، والقرى، والمراكز، لتسهم فى تغيير مفاهيم البسطاء. ولا يخفى الأب أيوب احترامه لفكر محمد عبده، ولا للغة العربية، التى يحث رعايا الكنيسة على ترويجها، لارتباطها بالثقافة العربية، وجمالياتها التى تفوق اللغات الأخرى، كما أكد الأب أيوب أهمية القراءة والثقافة العامة، ولم ينف شغفه بالشاعر أمل دنقل، ابن الصعيد، وأحد أهم شعراء جيل السبعينيات من القرن الماضى. ومن المشاهد اللافتة للنظر، ملاصقة مساجد قرية دلجا لكنائسها، الأمر الذى يؤجج الصراع الطائفى، فى ظل غياب العقلاء من القرية. روشتة الحل تكمن فى تنظيم بناء الكنائس والمساجد بالقرية، حتى لا تزعج صلوات أى من الطرفين الطرف الآخر خاصة فى ظل انتشار الجمعيات الإسلامية المتطرفة داخل القرية. ويحكى سكان «دلجا»، قصة اختباء عاصم عبدالماجد لفترة داخل القرية، عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، للدلالة على التشدد الضارب بجذوره فى القرية، وغياب الدولة، والقوى المدنية، لتصحيح المفاهيم الطائفية المغلوطة، المنتشرة هنا.