قبل أن نغوص فى شرح التحليل النفسى للمؤتمر الاقتصادى دعونا نعرف أولا ما هو علم النفس الاقتصادى وهو العلم الذى يهتم بدراسة سلوك المستهلك والمستثمر وخبراء الاقتصاد والمسئولين الاقتصاديين فى الحكومات وفهم دوافعهم فى اتخاذ قررات اقتصادية وفى نفس ينتاول تأثير هذه القرارت على المجتمع وسلوكياته وأخلاقه ومشاعره هذا باختصار كما يقول دكتور بول وبيلى أستاذ الاقتصاد فى جامعة لندن ورئيس الجمعية العالمية لعلم النفس الاقتصادى. بعد التعريف تعالوا معى لنفكر كيفية التطبيق والتحليل لهذا التعريف على أرض الواقع فى مصر ونركز على نقطة هامة وهى المستثمر الأجنبى مها كانت جنسيته وما الذى سوف يدفعه للاستثمار فى مصر فى هذا التوقيت وهو العائد من هذه الاستثمارات على سلوكيات وأفكار المجتمع . تقول الكثير من الأبحاث التى أجريت على نفسية المستثمر الأجنبى الناجح الذى يستثمر فى الصناعة فى أى بلد أن هناك عوامل نفسية وسلوكية مشتركة بين هؤلاء المستثمرين وضمن هذه العوامل وجود عنصر المجازفة والمخاطرة والاستمتاع بفتح أسواق جديدة واستغلال الفرص والأوضاع السياسية والاجتماعية للبلاد الذى يستثمر فيه لكى يحقق اعلى ربح الابتكار والبعد عن التقليدية. البعد عن الصراعات الدينية والطائفية والمذاهبية فالمستثمر يضع فى ذهنه موضوع أن الاستثمار لا دين له، الصداقة الشديدة مع الحكومات بشرط عدم الدخول فى الصراعات السياسية وأيضا مع الإعلام، الاستثمار فى البلاد المحورية وأصحاب الثقل فى القارات، القدرة على التكييف مع أوضاع البلاد وفى الإزمات وعدم الانسحاب أو الهروب ولكنه بالعكس يستغل الأزمة وجو الإشاعات والفوضى. باختصار هل يوجد لدينا فى مصر نوعية هذا المستثمر الأجنبى الناجح وهل يوجد نسب ودراسات أجريت على سلوكيات المستثمر الأجنبى فى مصر؟ الإجابة للاسف لم أجد دراسات مصرية إنما وجدت بعض الدراسات الأمريكية الذى اشترك فيه أساتذة اقتصاد أمريكيين من أصل مصرى أو عربى وللأسف كانت قبل الثورة ويدل هذا على العشؤائية وغياب الرؤية للحكومات والمسئولين. فكيف سوف تجذب مستثمر أن كنت لا تعرف طريقة تفكيره أو كيف تجذبه إليك وتجعل بينك وبينه علاقة مستمرة مبنية على مصالح مشتركة . بعد التكلم عن المستثمر وخصائصه دعونا ندرس علاقة المستثمر الأجنبى بالمواطن المصرى وكيفية تأثير هذه العلاقة على سلوكه ونتهز فرصة المؤتمر الاقتصادى ونلقى الضوء على بعض النقاط أولها : هناك مقولة شائعة تاريخة أن المواطن المصرى لديه عقدة الخواجة بسبب توافد مجموعة من المستعمرين من مختلف الجنسيات عليه وكان يأتون إليه لكى يستفيدوا من خيرات مصر ومن موقعها الجغرافى المتميز وولد هذا الاعتقاد أن رأس المال الأجنبى لن يأتى للاستثمار وأنه دائما يأتى مستعمر وناهب للخيرات والصناعة الأجنبية والمنتج الاجنبى هو الأفضل وإننا لسنا دولة صناعية. أدت هذه الفكرة إلى وضع شروط وقوانين غير مشجعة للمستثمر الأجنبى فى مصر. وأصبحت الاستثمارات فى مجال العقارات والبورصة أكثر بكثير من الاستثمارات الصناعية والمشاريع التنموية لذلك يجب التركيز على تغيير رؤية المواطن للاقتصاد وأن يتغير مفهوم المواطن ويشعر أن الكلام فى الاقتصاد كلام مهم ينعكس وأن المؤتمر الاقتصادى فى منتهى الأهمية لأنه سوف ينعكس مباشرة على حياة المواطن وإحساسه بالاذدهار والرخاء. وهذا ما فعله سيادة رئيس الجمهورية، وأكد أكثر من مرة أن المؤتمر الاقتصادى ذراع مصر. كل مرة يؤكد لى سيادة الرئيس أنه دارس وواعى لسكلوجية الشعب المصرى ويعرف فى كل خطاب أن يوجه لهم كلمة ورسالة ليزيد من حماسهم ويدفعهم للعمل والإنتاج فالمدارس الحديثة فى علم النفس السياسى تشير أن القائد هو من يلهم ويغير فى سلوك الجماهير للأفضل ويجعلهم مطمنئين بأن قائدهم يقودهم للأفضل ويؤكد لهم أنهم شركاء فى الاستثمارات الكبرى كما فعل من قبل فى مشروع قناة السويس الجديدة. وهانحن الآن نشاهد المؤتمر الاقتصادى كأننا نشاهد مصر تلعب نهائى كأس عالم للكرة القدم وكلنا حماس وفخر وإحساس أن مصر فعلا بلد صاحبة حضارة وتاريخ وجاذبة للاستثمار وهاهى الدول العربية الشقيقة تقدم الدعم فى مشهد يذكرنا بمشهد حرب 1973 وتكاتف الدول العربية الشقيقة معا ضد العدو. نرجع مرة أخرى إلى التحليل لكلمة ذراع مصر فالذرع عند العامة يعنى المحرك الرئيسى لأغلب الأشياء فعندما يقدم مسئول أو شخص مهم أو رجل أعمال أو طبيب مشهور مساعده إلى الناس يقول لهم ده دراعى اليمين لكى يجعل الناس تشعر بمدى أهميته. وهذا ما فعله سيادة الرئيس لكى يجعل الشعب ينتبه لاهمية المؤتمر. ونبه إلى كل أعمال التطرف والإرهاب والتفجيرات كان الهدف منها هو تعطيل وإفشال المؤتمر الاقتصادى. لأن أغلب خصوم الوطن يخوضون حرب نفسية ضد مصر وهذه هى حروب الجيل الرابع . لكن المؤتمر الاقتصادى نجح فى إفشال هذا المخطط .