المتذكر والمسترجع للحالة التى سادت وطغت وفرضت نفسها على المصريين قبل وأثناء ثورة 30 يونيه من اندماج الكل فى الكل وصفاء النفوس واحتضان الجميع للوطن وتعلقهم برمزه وعلمه وحالة التوحد الغريبة التى سادت بين جموع الشعب المصرى رغم اختلاف جنسهم ودياناتهم ولون بشرتهم.. فقط تجمعوا داخل بوتقة وحالة تمنى معها المصريين أن يعيشوها أبدا الدهر ففيها احتضن الأب ابنه والأخ أخاه وإلام لبنتها والأخت لأختها. وكأن الكل من أب وأم واحد هو وهى مصر احتضن الضابط أخاه المواطن واحتضن الجندى قائده فى تلقائية وعفوية نادرة ونقية تذكروا حينها المصريين أنهم أبناء وطن واحد تظلهم سماء واحدة يشربون من نيل واحد ويأكلون من أرض واحدة ومن يد فلاح هو أبوهم أو أخوهم أو ابن عمومتهم تذكروا وعاشوا حينها الحالة الفريدة التى تقر أن ربهم فوق كل هذا هو رب للكل واحد وكلما استرجع هذه الذكريات يقشعر جسدى وتدمع عيناى واتسائل لماذا نرتضى بكونها حالة ؟ لماذا لا تدوم لماذا لا تصبح هى الأصل والطبيعة وما نعيشه الآن هو الشواذ والغريب لما انعكست الحالة لماذا لا نجعلها طبيعة طالما نجحنا فى إيجادها ومعايشتها وتذوق طعمها؟ لماذا نتناسى كل ما يفرحنا؟ ويجمعنا؟ لماذا نهمل كل ما هو جميل حتى يتوارى ويصبح ذكرى؟ لماذا لا نستدعيها للحاجة إليها والضرورة حتى نألفها وتألفنا فنعيشها وتعيشنا وتصبح سمت من سماتنا ؟ 30 يونيه أيها التاريخ العظيم والمحفور فى جدار ذاكرة المصريين بأحرف من نور وبنبض صادق من قلب نابض يعشق تراب وطنه ويتمنى رفعته فخرج ليحافظ عليه ويستعيده لك منا توصية ورجاء أن تعود إلينا حالتك لاحتياجنا إليها لنعلو ونرتقى بوطننا فكلما توحدنا وتماسكنا ظهرت قوتنا وهيبتنا ومن ثم تجمع الكل حول هدف واحد لنرى هذا الهدف فى المكانة التى تليق به فلقد كرمه الله بتخليد اسمه إلى يوم الدين وذلك بذكره فى قرآنه الكريم انها كنانة الله فى أرضه إنها مصر التى ستحيا وتحيا مصر