مر الشعب المصرى بكافة طوائفه بأسوأ الأزمات التى قد يواجهها إنسان ولم يكتفِ الوضع بذلك، بل ازداد سوءاً بعد سوء ولم تكتف الحكومات المتعاقبة بفرض هذا الواقع الأليم، ولكن بثوا فى عموم الناس الكثير من الأمراض التى سارت متمكنة، ولكن الشفاء منها ليس بمستحيل. وهذه الأمراض إن كان وقعها على الأجساد فقط زالت على الأقل بزوال أصحابها، ولكنها أمراض وراثية تتاورثها الأجيال جيل بعد جيل، ومجال انتقالها ليس الخلايا، ولكن مجال انتشارها الكبت، ونتج عن هذه البيئة الكثير من الأمراض كالخوف والقهر واللامبالاة أحيانا والاتكالية.. فالجميع يعترف بسوء الواقع والجميع يتأثر تأثرا مباشراً بالسوء الحادث، ولكن عندما تتحدث عن حل تطفو كل هذه الأمراض على السطح، ولكن بمرور الأيام وبازدياد الوضع سوءاً ومع التجربة بدأت الأمراض تنقشع شيئاً فشيئاً، ولكنها لم تختف من كل فئات الشعب، ولكن رأيناها على سبيل المثال من فئات كالعمال والموظفين بالمؤسسات الحكومية، وأصبحت فئات من الشعب تخرج ولأول مرة تطالب بحقوقها، تلك الحقوق البسيطة الأولية فى العيش التى ما كان المرء ليتخيل أن يفرط فيها إنسان. ولكن البقية الباقية وهى الأغلبية لم تبرح مكانها، ولم تحرك ساكناً فيما يتعلق بمستقبلها السياسى الذى يأتى من بعده كل الهموم التى يشتكون منها. ربما تكون منبع المشكلة ذلك الفصل ما بين السياسة وهموم المواطن البسيط فى يومه وليلته، وكأن السياسة هذه حكراً على السياسيين هم من يتكلمون فيها ومن يتجرعون ويلاتها، وربما بنظر البعض يضيعون فيها الأوقات. وأثر مناخ القمع والتزوير وعدم الجدية والوعود الفارغة أيضاً مما زاد فى عمق الجراح واستفحال الأمراض فجاء المخلص. لا يهم من هو ولا من أين جاء لا يهم تاريخه ولا مستقبله لا يهم اسمه من.. المهم إنه المخلص والمنقذ، ومن أبجديات الإيمان به أن تكفر بكل من دونه وكيف لا فهو.. المخلص.. وما ظاهرة أوباما عنا ببعيدة. ومع اختلاف الأشخاص ومع اختلاف الظروف ومع اختلاف الموقف منهم أصلاً فلست ضد البرادعى كشخص، ولكنى ضد أن ننزله بشكل مبالغ فيه قد يؤثر عليه وقد يزيد من كم هذه الأمراض.. إن أتت الأيام بغير ما انعقدت الآمال وتاقت الأنفس. وأعتقد أن الرهان ليس فى شخص البرادعى فإن وضعنا مكانه عمرو موسى أو فاروق الباز أو أحمد زويل فإن الأمر لن يختلف كثيراً.. ولكنه الأمل وحسب فى أى شخص له شعبية ورصيد عند الناس وما أيمن نور عنا ببعيد.