الهانم وجمعها هوانم هو لقب تركى اطلق قديماً على سيدات القصور ومعناه سيدة عريقة النسب أو سيدة راقية ثم صار يطلق حديثاً على السيدات بصفة عامة للدلالة على التبجيل والاحترام وهو اللقب المحبب والمقرب إلى قلبى فليست كل امرأة هانم. وكانت جدتى لأمى اسمها هانم أحببت اسمها ولخفنة الجميع حين ينادونها بهانم هانم وأحببت جمالها الملون الشعر الأصفر والعيون الخضراء حتى صرت أقلدها صبغت شعرى ووضعت العدسات الملونة ولم يجد ذلك نفعاً أو تقرباً من شكلها لا هى ولا أمى الحقيقة. لقب هانم الآن ليس لقب حكر على امرأة دون أخرى أو تمنحه هى لنفسها بل تكتسبه فيمنحها إياه الآخرون طوعاً لا كرهاً، وهو لقب له دلالاته التى يستدل عليه بها دلالات واضحة وضوح الشمس لا تنكرها عين كأسلوب الحديث وليس مجرد انعواج الفم باللغات الأجنبية ولكن الأسلوب الذى هو مرآة لكل ما يدور بعقل المرأة سطحية كانت أم مثقفة أم عاقلة، أيضاً الألفاظ والمصطلحات دليل آخر على كون المرأة هانم أم من العامة فهو لقب يلتصق بالمهذبات والمجاملات دون نفاق فبالطبع ومما لا شك فيه هو لا يناسب سليطة اللسان أو من تخرج القذارة من فمها ولو كانت على حق فكونها على صواب فى موضوع ما ليس مبرراً لاستخدامها السباب الفج والألفاظ النابية وكأنك كشفت عن غطاء البلاعة. دلالة لقب الهانم أيضاً طريقة لبسها وليس بالضرورة غلاؤه أو اسم ماركاته ولكن تكفيه البساطة إن لم يتوفر المال والأناقة إن توفر المال وليس للأمر علاقة اذا كانت الهانم محجبة أو منتقبة أو سافرة فالهانم تفرض نفسها فى كل وضع. إن كانت تلك الدلالات الظاهرة للمرأة الهانم فهناك دلالات غير ظاهرة لا يميزها الجميع لكنها تخص الهوانم عن البقية: - فالهانم تساعد فى إزالة العقبات التى تعترض كل من يعيشون حولها أو يتصلون بها لكى تسير حياتهم طليقة فى طريقها العادى فسعادة من حولها سعادة لها بالأساس. - تتجنب كل تعارض وصدام فى الآراء والأفكار والمشاعر لأنها تحترم آراء الآخرين ومشاعرهم وترى الاختلاف طبيعة الحياة وليس غصة فى القلب فتضمر الحقد بقلبك تجاه المختلفين. - تغمر أصدقائها بعين رعايتها مانحة إياهم كل اهتمامها رقيقة مع الخجولات وديعة مع المحبين للعزلة ورحيمة مع المخطئين. - لا تعير سمعها إلى وشاية واشٍ أو قول حاقد مدققة فى معرفة الأسباب الدافعة إلى تصرفات من يعيشون حولها مفسرة إياها على وجهها الحسن لا على وجهها السيئ وتترك تلقيح الكلام للنسوة وللرجال أشباه النسوة فهرمونات الأنوثة لديهم تطغى على مثيلاتها من الذكورة. - لا تتحدث عن نفسها إلا لضرورة ملحة ولا تشعر عند الحديث معها بسأم أو ملل فهى لا تتحدث عن ماذا تأكل أو تشرب أو تلبس أو عن رقتها أو عذوبة صوتها أو هيام الرجال بها لتظهر نفسها فهى ظاهرة كما يجب دون أن تتحدث عن نفسها فلا يتحدث عن نفسه سوى الناقصات ففاقد الشىء يتحدث عنه كثيراً. - لا تبدى فى منازعاتها خسة أو فظاظة ولا تخطئ فى حق الآخرين فى أثناء مناقشاتها بإشارات مشينة أو بأقوال نابية فالمنافق إذا خاصم فجر وهى ليست منافقة حتى وإن جاملت فى بعض الأحيان. - تواضعها لا يتنافى مع ثقتها بنفسها فبقدر ما هى بسيطة متواضعة تجدها فعالة مثيرة وبقدر ما تجد أقوالها وأفعالها تميل إلى الإيجاز تجدها فى ذلك فاصلة وقاطعة وواضحة لا تجيد لت وعجن الحريم. قد تجد بعضهن يعترضن على لقب الهانم لأنهن لا يناسبنه فيّدعون أن العيب فى لقب هانم العتيق لكن هم ستايل وروشين وفلة شمعة منورة ينالون إعجاب الحثالة هكذا دون الرجال، عفواً إن لم يناسبكِ لقب هانم فهو أيضاً لا يشرفه أن تكونى من حامليه بل وصمة عار تسئ للقب، الهانم لا تنشأ ولا تستحدث من العدم بل هى نتاج بيت محترم وبيئة محترمة ووالدين محترمين، ربوا بناتكم أن تكن هوانم فى زمن عزت فيه الهانم لتكون مختلفة عن غيرها فى زمن تساوى فيه الجميع فيتمناها القاصى والدانى أما الباقيات فلهن أشكالهن.. تباً لعوالم عاملين هوانم وهل يخفى القمر!!