أرز، كرونة، عدس، شعرية، صلصة، تقلية، وحمص، مع مزيد من الشطة والدقة، حكاية أكلة مصرية اسمها "كشرى" نقلها المصريون عن الهنود، وأضافوا لها مكونات إضافية جعلته يتربع على عرش الأكلات الشعبية. بين الكشرى البيتى، وكشرى المحال، دائمًا ما نقع فى حيرة ونحاول معرفة مراحل صنع الكشرى والخلطة السرية التى تميز المحال عن المنزل، فمن منا لا تراوضه فكرة اختراق المطبخ الصغير الذى دائما ما يتواجد فى ركن بعيد فى نهاية المحال ليتعرف على مراحل صنعه ويكتشف سر تميزه. من هنا، قررنا القيام برحلة سريعة داخل محل كشرى "ستو" بمنطقة السيدة زينب ليحكى "عبده المصرى" صاحب المحل عن صنعة الكشرى قائلا": بنيجى من الفجر نبدأ فى سلق كميات كبيرة من الأرز، والمكرونة، وبعدين نعصر الطماطم فى عصارة ضخمة علشان إنجاز الوقت، ونبدأ نقسم المكرونة الطويلة، ونرصها فى طواجن علشان المكرونة الفرن. وتابع: " المكرونة القصيرة نحطها فى الحلل الضخمة، وبجانبها حلل العدس والحمص والصلصة اللى تكفى احتياجات اليوم بالكامل، وتكون نصف سوى علشان نكمل السوى كل فترة وتكون المكونات سخنة". وأضاف: نفس الشىء بالنسبة للبصل اللى بيتجمع الصنايعية ويبدأوا فى تقطيع كلوات كتير منه، وتوضع المحتويات على النصبة مع إضافة خلطات من العطار، زى الكبابة، وورق اللورو، وغيرها، وبنتعب ونشقى ونسيب الباقى على ربنا اللى بيبارك فى الرزق وبيحلى الكشرى ويميزه عن كشرى البيت. العمال يبدأون فى سلق المكونات من مكرونة وعدس وحمص وأرز فى أوانٍ ضخمة. توضع كميات كبيرة من الطماطم فى العصارة الضخمة لإنجاز الوقت. نقل الطماطم المعصورة داخل دلو مخصص للطبخ ووضعها فى إناء للتسبيك. تخصيص المكرونة الطويلة لطواجن المكرونة ورصها بحيث تكون جاهزة للتسوية. وضع كميات محددة من المكرونة واللحم المفروم أو الكبدة بالإضافة على الصلصة داخل كل طاجن. يقوم العمال بتنظيف الأوانى مع كل مرحلة لضمان نظافة المكونات. الزبائن يتهافتون على تناول الكشرى فى المحال. رص الكشرى فى حد ذاته صنعة لا يجيدها سوى المحترفون. الشكل النهائى لعلبة الكشرى.