سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى ذكرى مولد مارتن لوثر كينج.. العنصرية تعود للولايات المتحدة.. وشعار "لدى حلم" يتحول إلى "لا أستطيع التنفس".. ومؤسس حركة الحقوق المدنية حارب لحصول السود على حقوقهم والشرطة الأمريكية تقتل خارج القانون
مرت قبل أيام قليلة، فى الخامس عشر من يناير، ذكرى مولد مارتن لوثر كينج، مؤسس حركة الحقوق المدنية بالولاياتالمتحدة التى كانت تهدف إلى منح الأمريكيين من أصل أفريقى حقوق مساوية للبيض فى الوقت الذى كانت فيه الولاياتالمتحدة تعانى من العنصرية والتمييز الشديد ضد السود. ولم يكن مارتن لوثر كينج ناشطا عاديا، بعل يعتبر واحدا من أهم الشخصيات التى ناضلت فى سبيل الحرية وحقوق الإنسان، وحصل بفضل جهوده على جائزة نوبل للسلام، بل كان أصغر من حصل عليها حتى هذا الوقت فى عام 1964 لدعوته السلمية، وهو صاحب العبارة الشهير "لدى حلم" والتى أصبحت شعار للمظلمين وأصحاب الحقوق فى العالم فيما بعد. لكن بعد عقود من هذه الحركة الرائدة التى أسسها مارتن لوثر كينج لا تزال العنصرية تسود المجتمع الأمريكى، بل وعادت إلى الواجهة كواحدة من المشكلات التى تهدد هذا المجتمع الذى طالما افتخر بقدرته على تقبل الآخر. وأبرز دليل على ذلك مجموعة من الحوادث العنصرية التى شهدته أمريكا فى الآونة الأخيرة، أبرزها حادث مقتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون على يد رجل شرطة أبيض فى مدينة فيرجسون، وهو الحادث الذى أثار موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة بعدما رفضت هيئة المحلفين اتهام الضابط. نفس الأمر تكرر فى حادث مقتل رجل أسود آخر على يد الشرطة، بعد توفى مختنقا أثناء محاولة إلقاء القبض عليه لبيعه السجائر دون ترخيص.. وتحولت الجملة التى لفظ بها قبيل وفاته "لا أستطيع أن أتنفس" إلى شعار فى المظاهرات التى تكررت فى عدة مدن أمريكية أبرزها نيويورك وواشنطن. بل إن صحيفة التليجراف البريطانية كشفت مؤخرا عن أن رجال شرطة ولاية فلوريدا يستخدمون صور للسود المشتبه بهم كأهداف أثناء تدريبات إطلاق النيران، وهو ما أثار حالة من الجدل لما يتضمنه من عنصرية تفسر نفس الأخطاء الأخيرة لقوات الشرطة فى قتلهم لعدد من المواطنين السود، حسبما قالت الصحيفة. وقد كشفت الأمر الشرطية "فاليرى دينت" التى اتجهت إلى مركز تدريب إطلاق النار من أجل تقييمها السنوى لتفاجأ بصورة شقيقها "وودى دينت" ضمن صور المشتبه فيهم التى تستخدم لإطلاق النار عليها من قبل أفراد الشرطة، وكان "وودى دينت" قد دخل السجن فى عام 2000 لتورطه فى بيع المخدرات فى سنوات مراهقته ليخرج منه فى عام 2004، وقد استخدمت شرطة "فلوريدا" صورة "دينت" بعد إلقاء القبض عليه قبل 15 سنة، وقالت "دينت" إنها تعرفت على صورة شقيقها من ضمن الصور قبل أن تبدأ فى التدريبات، ووجدت أن هناك رصاصة مخترقة لجبهته وإحدى عينيه مما أصابها بصدمة لتنخرط بعدها فى البكاء وتتقدم بشكوى ضد هذا الإجراء الذى يحمل عنصرية ظاهرة. وقد اعتذر رئيس إدارة الشرطة فى فلوريدا "سكوت دينيس" عن أسلوب تدريب القوات، نافيا أن يكون الأمر حاملا لأى عنصرية، مبررا ذلك بوجود العديد من أبناء الأقليات ضمن القوة التى تتدرب، وأهمية وضع صورة لوجه إنسان لتحديد الأهداف بدقة. وقال "دينيس" إنه تم إصدار أوامر بعدم استخدام صور لأى من المشتبه فيهم فى المستقبل، مبديا اعتذاره عن التصرف الذى ترك انطباعًا خاطئًا لدى البعض. كذلك شهد العقد الماضى قضايا مماثلة تكشف العنصرية المتجسدة فى الشرطة الأمريكية التى يفترض بها احترام القانون وتنفيذه وليس خرقه. منها حادث تعرض المواطن الأسود رودنى جلين كينج للضرب المبرح على يد الشرطة فى مدينة لوس أنجلوس. وقتل المواطن شون بيل على يد الشرطة فى نيويورك التى أطلقت النيران عليه قبل زفافه عام 2006. موضوعات متعلقة .. مارتن لوثر كينج يؤكد أهمية دور التظاهر فى تحقيق العدالة الاجتماعية