عرض ومعالجة للواقع.. أم صدم المصدومون فيه به؟.. إلى أين يذهب بنا الغالبية من صناع السينما المصرية اليوم؟.. مناظر فى مناظر.. وكل منظر واخد حقه وشويتين وأكتر.. وكأن الحاجة الجنسية قد غدت مطلبا شعبيا ملحا وعلى حكومتنا الموقرة سرعة التحرك لتلبيته، وهذا إما عن طريق دعم ونشر وتعميم فكر الدعارة والإباحة "الجديد" فى البلاد سواء بإتاحة التراخيص القانونية للقواد.. تيسيرا لأعمالهم وممارسة نشاطهم على اعتباره "نشاطا قوميا"، أو ضرورة توفير وإيجاد "بيوت" معروفة ومعلن عنها، كذا إدراج أرقام خدمة"التوصيل للمنازل" فى الدليل العام، ذلك كما هو الحال فى الكثير من الدول العربية الآن. هذا أو أن تتبع الحكومة طريق آخر فى تعاملها مع الموقف، ذلك من خلال التوسع فى أكشاك بيع المتعة(أفراد أو جماعة) كإحدى المشروعات الاستثمارية الصغيرة، وهو يبقى منها حل لمشكلة البطالة المستفحلة، كذا عبور سريع من نفق العنوسة المظلم بالنسبة للجنسين. هكذا وجب وأن يصبح عليه الواقع ويضحى عليه الحال، ذلك عندما تندرج"الإباحة" تحت مسمى "الفن" ونضرب بعادتنا وتقاليدنا عرض الحائط تحت عنوان "حرية" القلع.. الإبداع سابقا، بل وتصبح خلطة المكسب والشهرة: (نظرة فى بوسة فى رقصة فى لقطة شاذة..). هكذا يجب وأن يكون حالنا عندما تترك الدولة بكافة مؤسساتها فريسة لسوس الفساد ينخر فى هيكلها، وتظل الجهات الرقابية موضوعة تحت ضغط "الإرهاب" الفكرى ورهينة لداعمى فكر الفوضى، بل ويظل إعلامنا بكافة وسائله موجها نحو ما أريد أن يوجه له مقتصرا دوره فقط على الأبواق مفتوحة أمام الكاذبين والمنافقين لمواصلة نشر أكاذيبهم على الأسماع، هكذا يجب وأن نحيا عندما تلقى الغالبية من مؤسسات المجتمع المدنى على عاتقها القيام بمهمة"الجاسوس المجانى" على الوطن عن طريق مراقبة أوضاعه وإعداد التقارير عنه لمنظمات خارجية بحجة عدم جدوى عرضها فى الداخل!!، ويكتفى ما سمى ب"القومى لحقوق الإنسان" بالتقييم وتقديم الملحوظات.. لمن؟..الله أعلم. ..إلى متى سيصبح الفن رهينة لشباك الإيرادات؟!!. بل إن السؤال الأهم الآن: إلى متى سنظل مغلولى الأيدى داخل أسوار سجن الفوضى الذى وجدنا أنفسنا مسحولين يوميا على أراضيه الموحلة؟!.. وتظل صرخات النجدة متواصلة دون آذان تنصت لها؟ هذه ليست دعوة للخروج إلى الشوارع أو إعلان لحالة الثورة على النظام.. فالثورة الحقيقية يجب وأن تعلن مسبقا على النفس، تلك التى أرتضت الهوان والشكوى إلى مثيلتها، ثورة على الأعين والآذان التى ترى المنكر دون أن تتحرك لتغييره، لافتقادها الصلة بالعقل، الذى تمكن الخوف منه وسيطر عليه. قال على بن الحسين بن على بن أبى طالب "ابن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك وما كانت المحاسبة من همك وما كان الخوف لك شعارا والحزن لك دثارا. ابن آدم إنك ميت ومبعوث وموقوف بين يدى الله فاعد جوابا".