تتباين التوقعات حول المسار الذى ستتخذه مؤشرات الأسهم الخليجية خلال الأسبوع الجارى خصوصا وأن عوامل عدة تحكمت بمجريات الأحداث خلال الأسبوع الماضى والتى سيكون لها الأثر المباشر أيضا خلال هذا الأسبوع. ويقول المحلل المالى البحرينى جاسم حسين لليوم السابع، إن مجمل الأسواق الخليجية تعيش فترة من الترقب الحذر بانتظار إعلان النتائج الفصلية للشركات، مما يضع التعاملات فى حالة من الحذر، ويضيف حسين أنه وللأسف تشير الدلائل إلى نتائج غير مرضية لبعض الشركات وهو الأمر الذى سيكون له تأثيره السلبى على المؤشرات، مع توقعات بأداء غير إيجابى فى الفترة المقبلة. أما بالنسبة للسوق السعودية فيصفه حسين بأنه سيعيش هذا الأسبوع حالة من الهدوء النسبى بانتظار الانتهاء من إعلانات النتائج، علما أن المؤشر حافظ خلال الأسبوع الماضى على اللون الأخضر رغم عملية جنى الأرباح التى جرت فى آخر لحظات التداولات الأسبوعية، مع معدلات نمو جيدة، دفعت بالمؤشر إلى تخطى حاجز 480,6 نقطة، وهو أعلى مستوى يصل إليه المؤشر منذ 4 أشهر تقريباً. ويذكر أن الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات "سبكيم" أعلنت عن النتائج المالية السنوية المنتهية فى 31/12/2009م، حيث بلغ صافى الربح 140.9مليون ريال، مقابل 536.8 مليون ريال للعام السابق وذلك بانخفاض قدره 73.8 %، بينما أعلنت شركة هرفى للخدمات الغذائية "هرفى للأغذية" عن النتائج المالية السنوية المنتهية فى نهاية شهر آذار القادم، حيث بلغ صافى الربح 114.6 مليون ريال، مقابل91.3 مليون ريال للعام السابق وذلك بارتفاع قدره 25.5%، وأعلنت مجموعة صافولا النتائج المالية السنوية المنتهية فى 31/12/2009، حيث بلغ صافى الربح 952 مليون ريال، مقابل 202 مليون ريال للعام السابق وذلك بارتفاع قدره 371%. ويتوقع الدكتور حسين أن تستمر أزمة السيولة التى عانى منها السوق المالية الإماراتية وتحديدا فى دبى بسبب الغموض المحيط بالوضع المالى ككل للإمارة وخصوصا ما يتعلق بأحجام المصارف وتحفظها على التسهيلات المالية التى كانت تمنحها فى الماضى، وهو الأمر الذى انعكس بشكل مباشر على كمية التعاملات والصفقات فى السوق المالى، ويضيف أن المصارف تفضل فى الفترة الحالية الابتعاد عن المخاطرة قدر الإمكان للخروج من الدوامة المالية والأزمة المالية السابقة، ويذكر أنه فى الأسبوع الماضى أن معدلات التداول اليومية فى أسواق المال الإماراتية إلى 285 درهماً يومياً تقريباً، ويعتبرها المراقبون معدلات هزيلة إذا ما قورنت بالقيمة السوقية لأسواق الإمارات بشكل عام والتى تتجاوز 385 مليار درهم وهذا يؤكد أحجام المستثمرين عن ضخ سيولة جديدة للأسواق خلال الفترة الحالية، فى انتظار إعلان نتائج إعادة هيكلة الشركات التابعة لمجموعة دبى العالمية، وذلك حسب ما يؤكده محمد على ياسين الرئيس التنفيذى لشركة شعاع للأوراق المالية، كما شهدت تعاملات المؤشر العام لسوق دبى استمرار أحجام التداولات الضئيلة التى بلغت أدنى مستوياتها خلال الأسبوع الماضى فى ظل حالة شح السيولة الذى تعانى منها الأسواق منذ انطلاق إشارة بدء تعاملات العام 2010. أما فى الكويت فقد توقع الرئيس التنفيذى لشركة بيت الاستثمار الخليجى بدر العلى أن يشهد أداء سوق الكويت للأوراق المالية تداولات نشطة وجيدة عقب العطلة، ويؤكد استمرار التأثير الإيجابى لصفقة بيع زين أفريقيا على السوق، وتأثرت سوق الكويت المالية بالعطلة الطويلة التى ستستمر طوال هذا الأسبوع فانخفض حجم التعاملات مع إقفال السوق أبوابها باكرا خلال الأسبوع الماضى، حيث اقتصرت تداولاته على 4 أيام فقط وسط حالة من التذبذب، ويتوقع أن يعم الارتياح فى السوق بعد سلسلة القرارات الحكومية والمجلس النيابى، خصوصا رفض مشروع إسقاط فوائد القروض، وإقرار إنشاء هيئة سوق المال، وإقرار الخطة التنموية ب37 مليار دينار، مع ترقب المستثمرين إلى زيادة فى الإفصاحات من قبل الشركات ويؤكد المحللون أن روح التفاؤل السائدة حول التعافى الاقتصادى سيكون لها أثرها الإيجابى بعد العطلة. وبالنسبة إلى انخفاض السيولة يقول الدكتور أحمد مفيد السامرائى "رئيس مجموعة صحارى" إن استمرار حالة الضعف على قيم وأحجام التداولات اليومية وانخفاض نطاقات التذبذب إلى مستويات متدنية جدا إشارة إلى حاجة البورصات إلى تنويع مصادر السيولة الاستثمارية عن مستوياتها الحالية والتى تكاد تكون منحصرة بالمصادر الشخصية للأفراد دون زيادة بالإضافة إلى المتبقى من السيولة التى تستثمرها المحافظ من مصادرها أو لعملائها عند غياب واضح لقنوات السيولة المتأتية من البنوك ومؤسسات التمويل المختلفة. يذكر أخيرا أن عامل مهم جدا سيكون له تأثيره المباشر على الأداء الخليجى المالى، إذ أشارت "موديز" إلى أن هناك "مخاطرا كبيرة تتعلق بتوقعاتها المتفائلة والمشوبة بالحذر، منها مخاطر تدهور البيئة السياسية فى المنطقة، حيث تعتبر إيران أحد دواعى القلق بوجه خاص، والإنهيار المستمر لأسعار النفط، وخطر حدوث ركود اقتصادى عالمى جديد، وهو الأمر الذى يتوقع أن يكون له تأثيره على حجم التداولات بشكل عام إلا أنها أكدت أيضا أن الزخم سيظهر مجدداً فى وتيرة تعافى الاقتصاد العالمى وتعود ثقة المسثتمرين.