من سنوات طويلة ونحن نشاهد النشرات الجوية فى التلفزيون، نستمع إليها فى الإذاعة، نقرأها على كل مواقع الإنترنت.. ما من جديد فى درجات الحرارة: فى الصيف الجو حر، وفى الشتا الجو برد، ثم تذكر المذيعة درجات الحرارة وأمامها خريطة جغرافية لا نعرف فيها الشمال من الجنوب، ولا نعرف البر من البحر، ولا حتى مصر من السودان.. المهم أنها تقف أمامنا كى نشاهد ملابسها وحسن جمالها وتتحرك أمام الشاشة، وكأنها فى مسابقة لاختيار ملكة جمال المذيعات، وفى بعض الأحيان لإضفاء مزيد من المصداقية يتم الاتصال بخبير للأرصاد الجوية ويتم سؤاله عن نفس الأشياء التى ذكرتها لنا المذيعة سلفا دون أن نفهم أى شىء من المذيعة فى أول مرة أو من الخبير فى المرة الثانية. المهم أن السيول حينما جاءت إلى أسوان وسيناء، ودمرت البيوت وشردت الناس، لم نسمع من المذيعة شيئا عن السيول قبل وصولها أو أى تنبؤات تشير إلى احتمالية وقوع السيول، ولم يذكر الخبير أيضا أى شىء، على الرغم من أن بعض مراكز الأرصاد قد تنبأت بذلك، فهل كان إخفاء تلك التنبؤات من باب السرية المهنية؟ أم أنهم أرادوا أن يجعلوها مفاجأة ؟ خصوصا أن الشعب قد اعتاد على العديد من الكوارث والأزمات، ولكن لم يعتد على كوارث السيول من قبل. إن النشرة الجوية ما هى إلا فشرة مختصرة، تقدمها مذيعة على شاشة تلفزيونية، أو أمام ميكرفون إذاعى، أو يكتبها صحفى فى جريدة أو مجلة.. لكن بأى حال من الأحوال، يبقى الجو على ما هو عليه.. ونوافيكم بما هو جديد فى النشرات اللاحقة.. أقصد المقالات اللاحقة.