أكد الدكتور عادل العدوى وزير الصحة والسكان، أن هناك حالة من التعطش من جانب الدول الأفريقية للخدمات الطبية والصحية المصرية، وذلك نظرا لتدنى مستوى هذه الخدمات رغم ما تزخر به هذه البلاد من ثروات كبيرة. وأشار العدوى - فى تصريحات للصحفيين المصريين على هامش مشاركته فى أعمال اللجنة الوزارية المشتركة المصرية الإثيوبية اليوم الاثنين، إلى ما تعانيه عددا من الدول الأفريقية من مشاكل كبرى، لاسيما مع تفشى الأمراض الوبائية وعدم وجود نظم صحية سليمة إلى جانب ارتفاع مستوى وفيات الأطفال والأمهات. وشدد على ضرورة امتداد الخدمات الصحية من مصر إلى الدول الأفريقية، قائلا "إن العلاقات الخدمية والدبلوماسية مع أفريقيا تأثرت فى السنوات الماضية بشكل كبير، على الرغم من أن الخدمات الصحية تأتى على رأس ما يمس علاقاتنا الخدمية مع أفريقيا". وأضاف أن علاقات التعليم والصحة المصرية من أكثر الأشياء التى أثرت فى البلاد العربية حتى الأن.. وفى أفريقيا نحن فى موقع مهم بالقارة، ووصل الامتداد والبعد الجغرافى لمصر إلى أوج عظمته فى الستينات.. ولكن للأسف أهملنا هذا الملف رغم أنه لكى تكون لى علاقات قوية مع البلاد الأوربية والأمريكيتين لابد أن يكون لى مكان قوى فى محيطى الإقليمي. وبالنسبة للتعاون مع إثيوبيا، قال العدوى "إنه على مدار السبع سنوات الأخيرة بدأت مصر فى التحرك بالفعل لتفعيل ذلك، مشيرا إلى أنه تم توقيع اتفاقية تفاهم عام 2010 أقيم بموجبها مركز لعلاج أمراض الكلي، وهى من أكبر المشاكل الصحية التى يعانى منها المواطن الإثيوبي.. وكان هناك بعض الأطباء والتمريض من مصر يقومون بتقديم الخدمة الصحية بهذا المركز". ولفت إلى أن هناك بنودا كثيرة فى الاتفاقية لم تفعل فى حينها وبدأت الحكومة الحالية بالفعل فى تفعيلها، ومنها الجانب التدريبي، حيث تم منذ بضعة أسابيع تنظيم برنامج تدريب متكامل لأطباء إثيوبيين فى المعهد الملى بالمطرية ومعهد ناصر، كما وصل فوج الأسبوع الجارى للتدريب بمعهد القلب، وتقرر إقامة امتداد لمركز الكلى المصرى وإضافة غرف للرعاية المركزة لأمراض القلب، كما تم الاتفاق على طلب من الجانب الإثيوبى لإرسال فرق طبية مصرية لعلاج أمراض العيون، وأن تشرف مصر على مستشفى متخصص فى أمراض العيون بكوادر مصرية إلى جانب التعاون فى مجال الطب الوقائى لارتفاع معدلات وفيات الأطفال والأمهات. وكشف وزير الصحة أن الجزء الأكبر من تحرك وزارة الصحة فى القارة السمراء حاليا يهدف إلى خلق سوق أفريقية واعدة لصناعة الدواء المصري، منوها بالسمعة الجيدة التى يتمتع بها الدواء المصرى فى أفريقيا حيث أن بدائله سمعتها سيئة، مشيرا إلى أن هناك مستثمرا مصريا بدأ بالفعل فى تأسيس مصنع للدواء فى أثيوبيا. وأوضح أن العقبة الأساسية التى تواجه أى مصدر دواء، هى إجراءات التسجيل العقيمة، مضيفا أنه بالفعل وعد الجانب الإثيوبى بتذليل عقبات التسجيل للدواء المصري، مضيفا أن إثيوبيا مجرد بداية وسيتبع هذا تحرك مكثف فى عدد من الدول الأفريقية على رأسها رواندا والكونغو وكافة دول حوض النيل.. وبالفعل هم مرحبون بمصر. ودلل على ذلك بالروح الإيجابية الكبيرة التى لمسها وفد الحكومة المصرية برئاسة المهندس إبراهيم محلب، الذى زار غينيا الإستوائية العام الجاري، مضيفا "نحن خسرنا وقت كبير جدا فى أفريقيا، ومن الجائر أن نحول هذه الخسارة إلى طاقة إيجابية.. ولابد ألا نخسر كل الجولات، مشيرا إلى ضرورة أن يساهم رجال الأعمال الذى لهم استثمارات فى أفريقيا فى دعم الفرق الطبية التى ستوجه للدول الأفريقية.