سنوات طويلة غابت فيها السينما عن إنتاج أعمال ترصد بطولات الجيش المصرى، حتى قرر المنتج عادل عبدالعال والمخرج حسن السيد تقديم فيلم «أسد سيناء» الذى يرصد فيه إحدى القصص المثيرة لبطل من أبطال حرب أكتوبر 1973، وهو جندى الصاعقة المصرية «سيد زكريا خليل» الذى اشتهر بلقب «أسد سيناء»، تقديراً لبطولته وشجاعته الفريدة فى حرب أكتوبر، لكن قصته لم نكن نعرف عنها شيئاً إلا بعد اعترافات العدو الإسرائيلى بعد مرور 23 عاما على الحرب. وقال المخرج حسن السيد ل«اليوم السابع» إن الفيلم يرصد قصة «سيد زكريا خليل» أحد أبطال حرب أكتوبر الذى طمسه التاريخ، وإن أسرة العمل شرعت فى تصوير الفيلم مع بداية عام 2013، وتوقف تصويره عاما كاملا بسبب الظروف التى مرت بها مصر، وكان من المفترض الحصول على معدات ومساعدات من الجيش، والتى لم نستطع الحصول عليها فى ذلك الوقت بسبب توتر الأوضاع الأمنية نتيجة أعمال الإرهاب المستمرة، حتى استؤنف التصوير فى بداية عام 2014 بعد هدوء الأوضاع نسبياً. وأوضح مخرج العمل أن البطل سيد زكريا أو «أسد سيناء» هو أحد أسود الصاعقة المصرية فى حرب أكتوبر، الذى لم نعلم عن قصة بطولته شيئا إلا بعد مرور 23 عاما على الحرب، والمدهش فى الأمر أن العدو هو الذى أخبرنا بها حيث كانت السفيرة المصرية عزيزة فهمى والقنصل الإسرائيلى «زيفر فسكومونسى» فى ذلك الوقت من المدعوين إلى حفل عشاء دبلوماسى بالعاصمة الألمانية برلين عام 1996 بجانب سفراء الدول الأجنبية. فوجئت السفيرة المصرية بالقنصل الإسرائيلى وهو يقدم لها بطاقة عسكرية وبعض الأوراق النقدية وخطابا، قائلا لها إن هذه المتعلقات تخص جنديا مصريا استشهد فى حرب أكتوبر، وقد احتفظ بها الجندى الإسرائيلى الذى تمكن من قتله تقديرا لشجاعته، بعدما استطاع الجندى المصرى بعد أن استشهد زملاؤه أن يقضى بمفرده على قوة إسرائيلية كاملة من صفوة قوات المظلات الإسرائيلية وعددهم 22 ، بالإضافة إلى تدميره 3 دبابات بجميع طاقمها، حتى أن الجندى الإسرائيلى الذى استطاع قتله قام بدفنه بنفسه تحية لشجاعته، مشيراً إلى أن وكالات الأنباء العالمية أطلقت عليه لقب أسد سيناء. وتابع بأنه حرص على تقديم الفيلم فى إطار يجمع بين السيرة الذاتية والدراما الاجتماعية، حتى لا يخرج فى صورة وثائقية، وأن العمل يتطرق أيضا لقصص أصدقاء سيد زكريا ال 9 أثناء الحرب، وأنه اختار الفنان عمرو رمزى لتجسيد شخصية سيد زكريا لقرب الشبه بينهما، كما يجسد الفنان حسن عيد دور الجندى «جمال شيبة» من أبناء الصعيد الذى قُتل شقيقه على أيدى القوات الإسرائيلية، وقرر الالتحاق بالجيش المصرى والثأر لأخيه ولبلده، وهو صديق مقرب ل«سيد زكريا». وعن كواليس العمل قال المخرج إن الفيلم تم تصويره بأماكن صحراوية شبيهة بسيناء، وأن أبطال العمل تعرضوا للعديد من الإصابات أثناء تصوير مشاهد الفيلم، بسبب إصرارهم على عدم الاستعانة بدوبلير لتجسيد بعض المشاهد الصعبة، حتى أن الفنان ماهر عصام قام بتسلق 25 مترا على حبال الصاعقة بدون أحزمة الأمان. وأكد مخرج العمل أنه من المقرر طرحه بدور العرض السينمائى فى موسم إجازة نصف العام، بعدما كان من المفترض عرضه بالتزامن مع احتفالات أكتوبر، وتم تأجيله لشهر يناير بسبب ضيق الوقت وعدم الانتهاء من تصويره.
