هاجم علماء الآثار المصريين منظمة اليونيسكو العالمية واعتبروها متواطئة تواطئا غير مباشر مع إسرائيل فى انتهاكها للآثار الإسلامية بفلسطين، وأكدوا فى تصريحات لليوم السابع أن ضم إسرائيل للمسجد الإبراهيمى وضريح زوجة سيدنا يعقوب جاء بعد إعطاء اليونيسكو للضوء الأخضر لها بعد صمتها غير الرسمى إزاء ممارستها الاستيطانية. وقال عالم الآثار الإسلامية أبو الحمد فرغلى رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن اليونيسكو تصمت عما يخص إسرائيل، وأعرب فرغلى عن دهشته من أن تقف أكبر مؤسسة دولية ثقافية هذا الموقف فيما يخص انتهاكات آثار الأنبياء، وحضارة إنسانية كبرى، مؤكدا على أن اليونيسكو بإمكانها أن تفعل الكثير، ولكن إدارتها السياسية تمنعها عن اتخاذ مواقف حازمة تجاه العنف الإسرائيلى تجاه الحضارة الفلسطينية. وأكد أبو الحمد، أن المسجد الإبراهيمى وضريح راحيل زوجة سيدنا يعقوب جزءا لا يتجزأ من التراث الإسلامى والحضارى على مر العصور، وعار على اليونيسكو موقفها الأخرس تجاه القضية، ويجب أن تلتزم بممارسة دورها المنوطة به لحماية التراث الإنسانى للبشرية. وقال فرغلى: هذه أول ضريبة سيدفعها العرب والمسلمون لخسارة فاروق حسنى رئاسة منظمة اليونيسكو، مشيرا إلى أن هذه الانتهاكات الإسرائيلية لن تكون الأخيرة، وأوضح فرغلى: خابت ظنون إسرائيل بعد أن استمرت حفائرهم تحت الأقصى بحجة البحث عن هيكلهم المزعوم، وجاءت هذه الممارسات بمثابة حيلة جديدة فى مخطط لا ينتهى لانتهاك كل ما يمس فلسطين وحضارتها. وختم فرغلى حديثه بالإشارة إلى أن الإسرائيليين يتمتعون بسياسة النفس الطويل لتحقيق أهدافهم. وانتقد عبد الحليم نور الدين عالم الآثار المصرية وأمين المجلس الآعلى للآثار سابقا تجاهل اليونيسكو للقضية برمتها، مشيرا إلى أن المنظمة هاجت وماجت عندما قامت طالبان بتكسير تماثيل بوذا، فلماذا تصمت الآن ومساجد أثرية كبيرة تنتهك، ويتم حرق بعضها، وسرقة البعض الآخر، واعتبره تواطؤا غير مباشر مع إسرائيل. وأكد نور الدين على وجود قانون يحمى آثار الأراضى المحتلة، مؤكدا أن الأممالمتحدة هى صاحبة هذا القانون، وقام الأثريون المصريون باستخدامه عندما حاولت إسرائيل سرقة الآثار المصرية فى سيناء إبان الاحتلال، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة تقف صامتة أيضا أمام هذا الانتهاك الإسرائيلى المتكرر. وأبدى نور الدين غضبه مما يحدث وقال: يجب أن نعبر عن احتجاجنا على اغتصاب أثر إسلامى من تراثنا، فالمسجد ينتمى إلينا، والأرض فلسطينية، ولا نريد أن نقف عند إصدار البيانات التى تشجب وتدين، وطالب نور الدين بتحرك دولى عاجل وعلى مستوى القادة والرؤساء العرب. وتساءل نور الدين فى ختام حديثه عن ردود فعل الإسرائيليين إذا قمنا مثلا بانتهاك المعبد اليهودى، وقال : الآثار اليهودية فى مصر مسجلة بالفعل كآثار مصرية، لكن هل تقبل إسرائيل إذا قام أحدهم بانتهاك آثارها بهذا الشكل؟ الدكتور خالد عزب حمل الإعلام فى البلاد العربية مسئولية ما يحدث بنسبة 70% ووصفه بالإعلام الفاشل غير القادر على حماية تراثه، ولا يعبأ سوى بالأغانى والإعلانات والموديلات وصراع المصالح، وأكد عزب أن مسئولية حماية هذه الآثار الإسلامية فى فلسطين وغيرها من البلدان، يقوم على عاتق الإعلام بالدرجة الأولى، وأشار عزب إلى أن مهمة وسائل الإعلام إنتاج الأفلام التسجيلية التوثيقية التى تحكى قصص آثارنا، وتؤكد على أحقيتنا فيها. وقال عزب: إذا نظرت إلى إعلام إسرائيل، تجده يروج للسياحة الإسرائيلية ويتباهى بهذه الآثار، أفضل مما نفعل، وهو ما يدل على ضعف هذا الجانب فى إعلامنا الذى لا يكلف نفسه سوى تتبع أخبار نجمات وفنانات لبنان وغيرهن. وقال عزب: حتى الجهد البحثى يكاد يكون مقصورا على الباحث الفلسطينى جميل العسلى الذى وثق عدة آثار إسلامية والباحثة شادية طوقان التى كان لها دور ضخم فى توثيق تراث وآثار القدس، والباحث الإسرائيلى موسى شارون الذى نشر فى جامعة ليدن الإسرائيلية أبحاثا غاية فى الأهمية عن الآثار الإسلامية فى فلسطين. وأكد عزب فى ختام حديثه، أنه لا سلطة للأثريين فيما يحدث، ولن بيانات الشجب والإدانة فى إزالة آثار العدوان.