يا ويلنا مما يحدث ومما نسمع ونشاهد ويدور من حولنا من تدنى وانحطاط وهبوط للقاع فى الأخلاق والذوق العام.. يا ويلنا مما نرى من تدمير وإفساد للشباب، وهم ثروة الغد والوصول بهم لحافة الهاوية التى تودى بهم فى نهاية المطاف إلى ما وراء القضبان وضياع الأحلام فى غد مشرق لطالما حلمنا به معهم ولهم . انظروا إلى دور السينما التى كانت تقدم الفنون الرائعة البناءة، وتساهم فى دعم الأخلاق وتهذيب الذوق العام وتبيين مواطن الخطر وسبل تجنبها، أما الآن فما تقدمه السينما لا يخرج عن مشاهد البلطجة وتعاطى المخدرات وبنات الليل اللاتى يظهرن أكثر مما يخفين من أجسادهن، دون أن يكون هناك وقت للحديث عن الأخلاقيات، والقدوة الحسنة، كما كانت تفعل السينما والدراما فى فترات سابقة كالستينيات والسبعينيات، ما جعل القاهرة منارة للفنون قبلة لأبناء الوطن العربى لتعلم فنون السينما وتقديم الفنون الرائعة، حتى حفر فنانونا أسماءهم بحروف من ذهب، وهكذا كان الأمر فى مختلف المجالات، فقدمت مصر كتابا وأدباء عظاما وكذلك رياضيين وعلماء وأطباء. السينما الآن فى أيدى من لا يقدرون رسالتها وتحولت إلى وسيلة لكسب لقمة العيش بعيدا عن تقديم أية رسائل هادفة، فكله الآن "بيقلب عيشه ويساير السبوبة" والأفلام ليست أكثر من "مجرم وامرأة ساقطة وألفاظ خارجة مقززة" والمهم كيف "تشد الزبون" وتحقق الربح السريع، ما يذكرنا بمشهد للراحلة العظيمة سناء جميل فى مسلسل "الراية البيضاء" وهى تتحدث عن علاقة "طاجن الصيادية" بالثقافة عندما قالت إن المثقفين "يأكلون طاجن الصيادية ويمخمخون ويشتغلون بالثقافة". نتساءل أين دور الرقابة على المصنفات الفنية فى ظل صور الحمامات والتشبيهات والتلميحات الفاضحة؟، والى متى ستظل ندمر عقول أبنائنا بما يرونه؟، وإلى متى سنقدم لهم المسجلين خطر والبلطجية على أنهم أبطال، ونسفه من صورة الشباب الجاد؟. رحم الله زمن المبادئ والأخلاقيات التى كانت تسمو بأصحابها لعنان السماء، وليس لنا سوى أن نحلم بمن يعيد الأمة لأخلاقها وأن نتذكر قول الشاعر العظيم : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبوا أخلاقهم ذهبت و صلاح أمرك للأخلاق مرجعه.. فقوم النفس بالأخلاق تستقم