قال الروائى بهاء طاهر إنه يختلف كثيرا عن أبناء جيله فلم يسع يوما لكتابة مذكراته أو يومياته مثلما يفعل البعض، مشيرا إلى أنه من الصعب أن يكتب سيرته الذاتية فى هذه السن الكبيرة، لأن ذاكرته الآن أصبحت ضعيفة ومهلهلة ويصعب عليه استرجاع العديد من المشاهد الماضية. وأضاف خلال الحوار المفتوح الذى عقد أمس الأربعاء بالمجلس الأعلى للثقافة، وحضره كل من الناقد الدكتور حسين حمودة، الروائية هالة البدرى والكاتبة غادة الحلوانى، أنه تأثر كثيرا فى كتابته بالصحراء، وأن كل عمل من أعماله يتسم بعدة نقاط تميزه عن غيره ففى رواية خالتى صفية والدير يغلب عليها وحدة الزمان والمكان وتدور أحداثها فى بيئة ريفية وصعيدية وبها حنين للقيم الريفية ومثال آخر فى رواية شرق النخيل فيظهر بها نوع من التمزق بين القرية والمدينة. وأكد "طاهر" أن النقد الأدبى الآن يفتقر العديد من أدواته، ولم يعد له دور بارز فى الساحة الأدبية مثلما كان قديما، عندما كانت صفحات الجرائد القومية تفتح أبوابها لأقلام النقاد لتقييم عمل أدبى ما والوقوف على نقاط الايجابية والسلبية فيه. واتفقت معه هالة البدرى قائلة: "إن غياب النقد هذا يعوق بدوره مسيرة الحركة الإبداعية، وعلى النقاد الشباب أن يبذلوا مزيدا من الجهد لفك شفرات الكتابة الأدبية". وأضاف حسين حمودة عن أعمال "طاهر" و"البدرى" قائلا: "هناك إحساس بهرولة الزمن فى بعض الأعمال الأخيرة مثل "لم أعرف إن الطواويس تطير" والتى جاء بها مجموعة تقنيات فنية جعلتها تقدم مغامرة سردية فريدة، والحال نفسه فى رواية "المنتهى" لهالة البدرى والتى حاولت أن تشرك القارئ فى زمن الرواية فكتبتها على هيئة مجموعة قصص قصيرة".