فى البداية كان يحتاج الزبائن إلى إرشادات كتابية للتسوق فى متجر كبير (سوبر ماركت). و"كانوا يشعرون أنهم مثل اللصوص عند أخذ المنتجات من على الأرفف"، بحسب خبير التسوق شتيفان بيكر-زوننشاين. كان هذا قبل 65 عاما. وكان يحصل المتسوقون فى أول متجر للخدمة الذاتية فى ألمانيا، بهامبورج، على بيان مكتوب يقول: خذ السكر والمربى واللبن بنفسك من على الرف وامض إلى الخزينة. هذا التغير فى أسلوب تسوقنا كان بداية الموت التدريجى لمتاجر البقالة الصغيرة المتواضعة التى كان يديرها المالك فى مختلف أنحاء العالم. واليوم تشهد تجارة المواد الغذائية تحديا آخر ولكن ربما لا يكون له نفس الوقع كذلك الذى حدث فى عام 1949. ويقول بيكر زوننشاين من الاتحاد الألمانى لتجارة المواد الغذائية: "بفضل التكنولوجيا الرقمية نرى تغييرا فى جودة الخدمة والراحة". وبالكاد يعتقد أى خبير أن الازدهار الأخير فى التسوق عبر الإنترنت للملابس والكتب سوف يمتد إلى تجارة البقالة، ولكنهم يرون بالفعل أن تجربة التسوق تتغير. والسبب يرجع إلى أن الحياة الرقمية غيرت عاداتنا. ويعمل جريت كال من "مركز الأبحاث الألمانى للذكاء الاصطناعى" على مشروع ربما يحدث يوما ثورة فى التسوق فى المتاجر الكبيرة. طور كال عربة تسوق ذكية يمكنها أن تميز المنتجات داخلها وتقدم النصيحة. ويمكن للعربة تحذير المتسوق من أن عبوة طعام حبوب الفطور هذه التى أخذها من على الرف لتوه تحتوى على مادة تثير الحساسية. ومازالت العربة فى الوقت الراهن فى مرحلة التطوير. ولكن المتاجر الكبيرة تحاول بالفعل التكيف مع الاتجاهات الجديدة.