سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ننشر كلمة وزير الأوقاف فى مؤتمر خادم الحرمين بمشعر منى.. جمعة يشيد بدور ملك السعودية فى خدمة الحجاج.. ويؤكد حاجة مصر لجهود المملكة لاقتلاع جذور الإرهاب.. ويؤكد: الإسلام والإنسانية السوية براء من العنف
وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس بعثة الحج المصرية رسالة تقدير للعاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز مثمنًا جهود المملكة فى خدمة الحرمين الشريفين وسهرها على راحة حجاج بيت الله الحرام، وتيسير أدائهم المناسك بما يشهد به القاصى والدانى مؤكدا أن ذلك يعد صفحة بيضاء نقية فى ميزان حسنات المملكة وسجل تاريخها . جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها الوزير باسم رؤساء الوفود ومكاتب شئون الحجاج، خلال حفل الاستقبال السنوى لقادة الدول الإسلامية وكبار الشخصيات وضيوف خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات الحج فى مشعر منى ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودى الأمير سلمان بن عبد العزيز. وبدأ جمعة كلمته لخادم الحرمين قائلا: "إنه ليشرفنى وزملائى رؤساء الوفود ومكاتب شئون الحجاج بالأصالة عن أنفسنا وبالنيابة عن ضيوف الرحمن جميعًا التواجد بصحبة صاحب السمو الملكى ولى العهد، واسمحوا لى أن أسجل فى حضوركم الكريم أن الله ( عزّ وجلّ) قد اختار خادم الحرمين الشريفين واختاركم لقيادة هذا البلد الأمين فى مرحلة جد دقيقة، فحملتم الأمانة، وقمتم بها خير قيام" . وأضاف: "إننا تعلمنا الفقه ونعلمه على أنه التيسير بدليل، ولم يقل أحد من أهل العلم ولا من أهل الفقه لا فى القديم ولا فى الحديث ممن يعتد بقوله إن الفقه مبنى على التشدد أو التضييق، لأن الله ( عّز وجّل ) يقول: "يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" { البقرة: 185} ويقول سبحانه: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ" {الحج :78} وإذا كان التيسير مطلوبًا فى كل حال، فإن حاجة الناس إليه فى الحج أشد، وهو ما أكده رسولنا (صلى الله عليه وسلم) فى أكثر من موقف من مواقف الحج بقوله (صلى الله عليه وسلم) : " افعل ولا حرج ". واستطرد: "إن ما تقومون به فى شأن توسعة الحرم وتطوير المشاعر المقدسة أو تعدد طوابق أداء بعض المناسك أو امتداد بعض المعالم إنما يأتى انطلاقا من هذه القاعدة العامة، والرؤية الثاقبة، والفهم الدقيق لمفهوم التيسير، فامض على بركة الله عز وجل فى كل ما ييسر على الحجيج شئون حجهم، فكل ما ينفق فى هذا المجال هو الأبقى والأنفع، وخير الناس أنفعهم للناس". وأوضح وزير الأوقاف أن "دعوة خادم الحرمين الشريفين للعلماء والمفكرين بعقد مؤتمر دولى لمواجهة الإرهاب تستحق كل التقدير، وأن تحذيره الواضح الشجاع للشرق والغرب من خطر الإرهاب، وأنه لا دين له ولا وطن له ولا عهد له، وأنه يأكل من يدعمه إن اليوم وإن غدًا، وأنه يمكن أن يصل إلى أوروبا بعد شهر وإلى أمريكا بعد شهرين قد آتى أكله، ولم يستطع العالم أن يصك آذانه دونه، وإن الأمر مازال يحتاج إلى جهودكم المتواصلة حتى نقتلع معًا هذا الإرهاب الأسود من جذوره، ولاسيما إرهاب تلك الجماعات التى تتخذ من الدين ستارًا، فتقتل وتخرب وتدمر وتفسد باسم الدين، وتحت صيحات التهليل والتكبير وتحت راية القرآن، والإسلام والقرآن والإنسانية السوية براء من كل هذا". وواصل وزير الأوقاف"إن تبنى خادم الحرمين الشريفين ودعمه لحوار الحضارات وترسيخكم لأسس التعايش السلمى والعيش المشترك بين البشر جميعا فى ضوء الاحترام المتبادل بين الأديان والشعوب لخير دليل على استيعابكم لروح الحضارة الإسلامية السمحة، وإنه لنفس المنهج الذى يسير عليه أزهرنا الشريف الذى شرف بقبول خادم الحرمين الشريفين واستحقاقه للدكتوراه الفخرية فى العلوم الإنسانية تقديرًا لجهوده فى خدمة الإسلام والمسلمين، كما أن توجيهاته الكريمة بترميم الجامع الأزهر قد لاقت تقدير العالم الإسلامى شرقه وغربه لما للأزهر الشريف من مكانة راسخة فى نفوس المسلمين جميعا". واستكمل: "إن الله عزّ وجلّ قد اختار خادم الحرمين الشريفين واختاركم فى هذه المرحلة الصعبة الفارقة من تاريخ أمتنا، اختاركم سدًا منيعًا، وحصنًا قويًا صلبًا لهذه الأمة، فى وجه التحديات والمخاطر التى تواجهها، فعالجتم الأمور بحكمة وحسم لا يجتمعان ولا يتأتيان إلا بتوفيق من الله ( عزّ وجلّ )، وإن وقوفكم المشرف إلى جانب الشقيقة مصر برؤية حكيمة ثاقبة قد جنب الأمة العربية كلها وجنب المنطقة كلها ويلات عديدة لا يُدركها إلا القادة الحكماء المخلصون لدينهم وأمتهم وأوطانهم من أمثالكم".