إننا نتحدث عن الجنون هذه المرة، وأقصد هنا تلك الحالة التى تنتاب شخصا معينا فتخرجه عن نطاق الأغلبية اللى هى المفروض احنا واللى مفروض برده انها عاقلة لتدخله فى شريحة ما يسمى ب(المجانين). والجنون فى حد ذاته مختلف ربما لأنه المرض الوحيد الذى يصف به الإنسان نفسه أمام الأصدقاء والأهل دون خجل وطبعا كلنا ياما قولنا كلام زى ( أنا مشكلتى انى مجنون ومش لاقى واحدة زى) أو(أنا مشكلتى الحقيقة انى مجنونة وعايز حد يستحملنى) أو (الميزة فى شلتنا انها كلها مجانين ربما لأن معظم العباقرة والمفكرين وصفوا فى فترة من فترات حياتهم انهم مجانين ولعل ذلك يرجع إلى جوهر الجنون ذاته فالمجنون يرى الأشياء بشكل مختلف، أو يرى أشياء ليست موجودة إلا والعباقرة ينظرون إلى الأشياء بشكل مختلف عن العامة وقد تكون فعليا غير موجودة والجنون فى حد ذاته يحمل صفات المدح والذم معا فى أنا واحد فوصفنا إنسان بأنه مجنون مثلا يحمل معنين إما الذم أو المدح وهذا يعتمد على طريقة الكلام ذاتها. والغريب أن الجنون يعتبر شريكا أساسيا فى العلاقات بين الجنسين سواء فى فترات الزعل أو الفرح فأكيد كلنا سمعنا جمل زى ( دى أكيد هتتجننى) أو( لو فضل يعمل كده أنا هتجنن) وأيضا نسمع (أنا بحبها بجنون) أو (أنا مجنونة بيه) وهكذا، ولا مين فينا مسمعش عن مجنون ليلى مثلا. ولأن الشىء يعرف بنقيضه، على رأى عمنا (جمال الغيطانى) فهذا فى رأى ما يفسر هذا الوجود الطاغى للجنون فى حياتنا وذلك كى يوازن وجود نقيضه وهو العقل وهو ما يفسر أحيانا إتيان بعض الناس أفعالا جنونية لفترة وجيزة وذلك لتخفيف ضغط النقيض عليهم وهو العقل، ولأن الموضوع عن الجنون فأنا ساترك نهايته لنقاشكم لكم أنتم ولن أختمه.