«سارة» درست علم النفس عشان تتفاهم معاهم.. وهتعمل لهم مسابقة.. والجوائز كاميرات حلم فى الصغر تحول إلى حقيقة فى حياة سارة خازم، الفتاة العشرينية اللبنانية التى تدرس التصوير والتسويق بأمريكا. كانت سارة تحلم وهى صغيرة فى لبنان أن تساعد أطفال الشوارع، وعندما كبرت جاءت إلى مصر لكى تحقق الحلم، تقول: «كنت كلما مررت بعدد من الأطفال فى الشوارع، أنظر إليهم وأقول لوالدى بمجرد أن أكبر سأساعدهم»، وهكذا مرت الأيام التى كانت سارة تبحث خلالها كما تقول عن الوسيلة التى تستطيع أن تساعد بها أطفال الشوارع، والتى تمت عن طريق قرية الأمل، التقت سارة بالدكتورة عبلة البدرى رئيسة القرية لينطلق بعدها مشروعها أرض الأحلام أو «capturing never land». تقول سارة عن سبب اختيارها لأطفال الشوارع بمصر: مشكلة أطفال الشوارع فى مصر مشكلة اجتماعية، وليست سياسية مثل لبنان أو فلسطين أو غيرهما من الدول العربية، كما أنها الأكثر بروزا فى مصر وتعد من كبرى المشاكل المجتمعية التى تواجهها، ولذلك كنت أبحث وأنا فى أمريكا حيث أقيم عن الجمعيات التى أستطيع من خلالها مقابلة أطفال الشوارع وتعليمهم التصوير، وبالفعل نجحت من خلال الإنترنت أن أصل للموقع الخاص بقرية الأمل وبدأت فى مراسلتهم، ووجدت فكرتى قبولا من جانبهم، خاصة أن الجمعية تقوم بتقديم أفكار شبيهة لمساعدة الأطفال. حاولت سارة أيضا فى تلك الفترة أن تحصل على التمويل اللازم للمشروع فقامت بإنشاء موقع إلكترونى لها تشرح فيه الفكرة وساعدها أصدقاؤها فى اختيار الاسم، وحاولت أن تجمع لهم التبرعات اللازمة للسفر والتنقلات وشراء الكاميرات للأطفال، ووجدت استحسانا للفكرة وبدأت التبرعات تنهال عليها سواء من أصدقائها أو غيرهم. وبالرغم من أنها لم تخبر عائلتها فى البداية وتخوفت من رفضهم للفكرة لكن الرياح أتت بما تشتهى السفن حيث وجدت والدها يقدم لها المساعدة ويشجعها. وعن وضع أطفال الشوارع بأمريكا تضيف سارة: «لا يوجد أطفال فى أمريكا يعيشون فى الشوارع وأغلبهم من كبار السن والمشردين، أما الأطفال فهناك اهتمام بالغ بهم بعكس مصر وغيرها من الدول العربية». وتؤكد سارة أنها بمجرد قدومها للجمعية قابلت 30 ولدا وبنتا، وحدث بينهم حوار ليتعرفوا على بعض جيدا، وبدأت تحدثهم عن مشروعها وبماذا ستقوم، كما حدثتهم عن العديد من الأشياء فى حياتها، وماذا تحب وماذا تكره، ثم اختارت منهم 7 أولاد، وثلاث بنات، ووضعت البرنامج الخاص بتعليمهم التصوير، والذى يستمر لمدة عشرة أيام، تبدأ بتعليم مبادئ التصوير النظرية، من كيفية استخدام الكاميرا وإحداث التوازن، تقول: «فى البداية علمتهم كيف يمسكون الكاميرا بإحكام وكيف يمنعون حدوث الاهتزاز فى الصورة، وإخراج صورة سليمة، كما سعد الأطفال بهذا وتعلموا المبادئ سريعاً بل أكثر مما كنت أتوقع، ثم قمت معهم بجولات ميدانية شملت الأهرامات، وخان الخليلى، ليقوموا بالتصوير ووجدت لديهم إمكانات هائلة فى التصوير، حيث استطاعوا أن يقدموا عددا من الصور للعديد من المناظر الطبيعية». وعن المشاكل التى قابلتها معهم قالت: «كثير منهم فى البداية كانوا سعداء فقط بأن يمسكوا الكاميرا ويبدأوا فى التصوير، ولا يركزون فى المبادئ العامة التى أعلمها لهم، ولرغبتى فى التفاهم معهم وإغلاق الفجوة التى أحسست بوجودها درست قليلا فى علم النفس». كما أكدت سارة: «سأقيم مسابقة بينهم لاختيار أفضل ثلاثة مصورين منهم وأعطيهم كاميرات، كما سأعقد معرضا للصور التى صوروها وسأقدم أرباحه لمشروع آخر بمصر أعلّم فيه أمهات الشوارع التصوير».