حرب جديدة تحاول الصحف الإسرائيلية إشعالها بين مصر وحركة حماس، بعد أن زعمت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن حماس وأفراد عائلة المبحوح يتهمان جهاز مخابرات عربى بضلوعه فى تصفية محمود المبحوح، القيادى بالحركة، فى مدينة دبى الإماراتية، لافتة إلى أن المبحوح كان معتقلا فى مصر عام 2003 لمدة نحو سنة. وواصلت الصحيفة زعمها بأن المبحوح كان مستهدفا ليس من قبل إسرائيل فقط، بل فى الأردن ومصر أيضا، بحيث كان هناك - كما يبدو - عدد كاف من الأعداء المعنيين بتصفيته. من جانبها نفت حركة حماس ما جاء فى الصحيفة الإسرائيلية حول تورط مصر والاردن فى اغتيال المبحوح، وقال محمد نصر، عضو المكتب السياسى لحماس فى اتصال هاتفى لليوم السابع، "هذا الكلام ليس له أى أساس من الصحة"، نافياً فى الوقت ذاته أن تكون الحركة على تواصل مع الصحف الإسرائيلية قائلاً: "لسنا فى حاجة إلى نشر تحقيقاتنا حول القضايا التى تخص الحركة فى الصحف الإسرائيلية". النفى الحمساوى للمزاعم الإسرائيلية أكده أيضاً خبراء فى الشأن الأمنى المصرى، حيث استبعد اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الإستراتيجى ما أشاعته الصحيفة الإسرائيلية بشأن تورط مصر والأردن فى اغتيال المبحوح قائلا: "مصر ليس لها تاريخ سابق فى الاغتيالات أو فى مثل هذا النوع من الاعتداءات، على العكس فإن إسرائيل لها تاريخ طويل ملطخ بالدماء بسوابق عديدة سواء أكانت لفلسطينيين أو مصريين مثلما فعلت فى اغتيال علماء الذرة السابقين". وأوضح اليزل أن جميع الدلائل تشير إلى أن المستفيد الوحيد من اغتيال القيادى الحمساوى المبحوح إسرائيل، وأن محاولتها الصاق التهمة لمصر والأردن هو أمر غير مقبول لمحاولة إبعاد الاتهام عن إسرائيل والموساد الإسرائيلى فى ارتكاب مثل هذه الجريمة. اللواء محمد قدرى سعيد، الخبير الإستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، قال إن هناك ثأرا بين الجانب الإسرائيلى والمبحوح، بعد أن ساهم القيادى فى الحركة فى العديد من العمليات الاستشهادية ضدها وهو ما يرجح أن تكون إسرائيل هى المسئولة عن اغتيال المبحوح، مؤكداً على أن مصر أو الأردن لا يوجد بينهما وبين هذا الرجل أى ثأر يدفعهما لاغتياله، رغم وجود خلافات بين مصر وحماس. اللواء نشأت الهلالى، المدير السابق لأكاديمية الشرطة، قال إن ما نشر فى الصحيفة الإسرائيلية هو نوع من الافتراءات المعهودة من الجانب الإسرائيلى، لافتاً إلى أنه من المستحيل أن تقوم مصر بمثل هذا الأسلوب فى التصفية الجسدية.