اهتمت وسائل الإعلام والصحف الإيرانية بالزيارة الأولى لمساعد وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، منذ انتخاب الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى 2013، مشيرة إلى أن الزيارة لم يتم الإعلان عنها سوى فى خبر مقتضب. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية، إن الهدف من زيارة التباحث مع وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، ووصفت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية الزيارة بأنها تهدف لإنهاء الخلافات. وقالت الصحيفة الإصلاحية أن سفر مساعد وزير الخارجية لم يتم الإعلان عنه مسبقا، لكن إعلان توجه عبد اللهيان إلى المملكة العربية السعودية أمس أثار موجة من التحليلات حول أسباب الزيارة وتأثيرها على العلاقات التى يعتيرها صراعا بين الرياضوطهران، مضيفة أن الزيارة تزامن مع سفر نائب وزير الخارجية إلى جدة للمشاركة فى مؤتمر منظمة التعاون الإسلامى. وتابعت الصحيفة، أن العلاقات بين البلدين كانت تسوء كل يوم عن الذى يليه فى السنوات الأخيرة بسبب تطورات المنطقة، وأشارت إلى تأكيد حسن روحانى منذ توليه السلطة، على إنهاء الصراعات فى المنطقة، وتابعت الصحيفة أن السعودية كانت الحلقة المفقودة فى زيارات وزير الخارجية جواد ظريف العام الماضى. وأشارت الصحيفة إلى الملفات التى يشار بشأنها الخلافات فى وجهات النظر بين البلدين منها البحرين، وسوريا التى تعتبر خطا أحمر لإيران. وعلقت صحيفة دنياى اقتصاد على سفر عبد اللهيان إلى الرياض وكتبت أنها خطوة نحو تحسين العلاقات، مشيرة إلى الشعار الذى رفعته حكومة روحانى لتحسين العلاقات مع الدول الجوار خاصة السعودية. وفى نفس السياق كتب المحلل السياسى الإيرانى محمد على سبحانى فى صحيفة شرق، أن اختلاف الرأى حول بعض القضايا بين البلدين تعمق بشدة فى الحكومة السابقة بسبب عدم معرفة أهمية العلاقات بين إيران والسعوديةن والآن يجب البحث فى جذور المشكلات. ويرى الكاتب، لو وقف البلدان إيران والسعودية إلى جانب بعضهما وتعاونا بشأن مستقبل العراق، فإن مشكلة الإرهاب المتطرف سيتم حلها بشكل أسرع، مما كنا نتخيل. وهو ما يمكن تطبيقه أيضا على سوريا. وقال إن الزيارات الدبلوماسية على مستوى مسئولين رفيعى المستوى لوزراة الخارجية إلى السعودية، بجانب المشاورات بين سفير إيران فى الرياض بالتأكيد كلها ستمهد الأرضية لعلاقات أكبر على مستوى مسئولى البلدين. ودعا البلدين إلى التعاون فى توحيد القوى السياسية الداخلية فى دول المنطقة من أجل تقوية الدول لمواجهة الإرهاب السلفى- التكفيرى. وعلى المستوى الإقليمى تركيا ومصر جزء هام من حل الخلافات فى الشرق الأوسط. وكانت السعودية أعلنت سابقا أنها دعت وزير الخارجية الإيرانى لزيارتها فى أى وقت، إلا أن إيران أجلت هذه الزيارة. وتأتى الزيارة بعد إرسال طهران سفيرا جديدا لها فى الرياض، حسين صدقى، وهو ذاته سفير إيران لدى الرياض فى عهد الرئيس الإصلاحى الأسبق خاتمى، ويوصف بالشخص الإيجابى تجاه المملكة، وتأتى عودته إليها فى بادرة على ما يبدو لتحسين العلاقات. ومن المقرر أن يستقبل، اليوم، الثلاثاء، وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل، مساعد وزير الخارجية الإيرانى حسين عبد اللهيان.