أقام اليوم المقهى الثقافى بمعرض القاهرة للكتاب ندوة بعنوان "الحكى الشعبى والمرأة قيم ذكورية أم أنثوية" تحدث فيه د.عبد الحميد حواس أستاذ الفلكلور بالمعهد العالى للفنون الشعبية، وقال إن المفهوم الذكورى يهيمن على الحكايات الشعبية بل يصور المرأة باعتبارها عاملا مساعدا فقط للرجل وليس كبطلة محورية بداخل القصص، وهذا يظهر جليا فى طريقة الصياغة التى يسيطر عليها دائما الصوت الذكورى. وأشارت د.أميمة أبو بكر أستاذ الأدب المقارن بجامعة القاهرة إلى أن المجتمع يحتاج إلى خلق منظور أدبى ينقل صورة إيجابية للمرأة فى الحكى الشعبى، وأكدت أن الأدب الشعبى يكرس صورة نمطية واحدة للمرأة ويظهرها طوال الوقت بأنها سلبية ولا فائدة لها. وأضافت د.هالة كمال أستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة إن الأدب الشعبى يقدم صورة سلبية عن المرأة التى تفتقد لقيم التفانى، كما أنها طول الوقت فى القصص الشعبى خادمة، ولهذا يلجأ عدد من الأدباء الآن لإعادة كتابة القصص الشعبية بطرق تبرز الدور الإيجابى لهم، بالإضافة إلى العمل على خلق نوع من التوازن بين الذكورة والأنوثة من خلال هذه الحكايات. وقال د.إبراهيم عبد الحافظ وكيل المعهد العالى للفنون الشعبية أن التجارب التى يقوم بها العديد من الأدباء الآن من خلال إعادة كتابة الأدب الشعبى بصورة حديثه يؤخذ عليها العديد من الملاحظات وهى تجاوز العناصر الخيالية، وتعنى بتمجيد المرأة بالإضافة إلى دمج اللغة العامية بالعربية واختفاء الدلالات الرمزية. وقد انتقد عبد الحافظ المفاهيم التى ترسخ تهميش صورة المرأة فى الحكاوى الشعبية وأكد العكس حيث يرتكز أغلبها على النساء كأبطال وليس خادمات. فيما أكد د.خليل أبو الليل أستاذ الحكى الشعبى بجامعة القاهرة أن السياق الاجتماعى الذى خرج فيه الأدب الشعبى هو الذى ساعد على تأصيل مفهوم الذكورة فيه حيث إن ظروف المجتمع وقتها كانت تؤصل هذا المفهوم، وأن هذا كان الطابع الغالب فى الأدب الرسمى أو الشعبى، كما أن العديد من الأدبيات فى البلدان الأخرى تستخدم مفاهيم مثل تلك التى يصفها البعض بالذكورية، وبالرغم من ذلك يوجد عدد من الأدبيات التى تقدم صورة إيجابية للمرأة مثل سيرة الهلالى.