حذر د. محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، من عودة الإرهاب من جديد فى حال مواصلة الحكومة حملة تشنها على ما أسماه "الإسلام الوسطى"، مؤكدا أنهم يتبنون الإسلام الوسطى، وأن على رأس من يتبنى هذا المبدأ مؤسسات الأزهر، وأنهم كجماعة مستعدون أن يكونوا جنوداً لها فى نشر "هذا المفهوم الصحيح للإسلام". وقال بديع فى مقابلة مع "وكالة رويترز" عندما مُنعنا من أن نقوم بدورنا فى نشر هذا الإسلام الوسطى نبت الشوك فى أرض مصر ونبت الإرهاب، وأضاف "نرفض الفكر المنحرف.. الفكر التكفيرى حتى (يكون ممكنا أن) ينتشر الفكر الوسطى الذى نحمله"، متهماً الحزب الوطنى بتحمل مسئولية المناخ الذى يمنع بروز التيار الوسطى. وحول انتخابات الرئاسة التى ستجرى العام المقبل استبعد بديع أن تحاول الجماعة المنافسة فيها لكنه، قال إن الجماعة تنتظر من المرشحين الممكنين أن يعرضوا عليها مناهجهم وبرامجهم لتختار من بينها. وذكر أنهم يريدون المشاركة فى إصلاح الأمة، وحكم مصر بأسلوب إسلامى وديمقراطى حر، ولا يهمهم من يحكم، وأنهم يحترموا من يتقدم لينافس منافسة شريفة، والإخوان لن يكون لهم مرشح للرئاسة، مضيفاً أن جمال مبارك مثله مثل أى مواطن مصرى يترشح بلا تمييز ويتقدم مثله مثل كل المرشحين إلى الشعب ببرنامجه فى جو انتخابى حر والأمة لها أن تختار أو ترفض. وأوضح بديع أن ترشح جمال مبارك فى غياب جو انتخابى حر سيكون توريثا وأنهم يرفضون التوريث، لأنه أسلوب ليس ديمقراطياً، وأسلوب تخلصت منه مصر منذ الانتهاء من عهد الملكية، مؤكدا أنه متفاءل دائماً. وطالب بديع بتشكيل "حكومة انتقالية" تقدم الحرية للشعب كى يختار نوابه، مستبعدا أن يشغل نواب الجماعة "88 مقعدا" فى الانتخابات التى ستجرى العام الجارى فى حال استمر الضغط بما هو عليه، مؤكداً أنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم فى المشاركة البرلمانية. وأضاف أن الحزب الوطنى الحاكم الآن يستأثر بالقرار ولا يشرك معه أحدا ولا يستمع لنصائح أحد، وأنهم إذا ما سدت القنوات يصبح هذا المكان الذى نعيش فيه مصر غرفة مليئة بالغاز، قائلا "فى الغرفة المملوءة بالغاز إذا أوقدت عودا من الكبريت (الثقاب) ينفجر المكان"، معتبرا أن هذا هو التفسير الوحيد لما يحدث الآن من مشاكل بسيطة التى تنفجر بسبب عدم وجود هواء نقى يتنفسه الجميع. واستبعد بديع توقعات محللين أن يكون سبب اختياره لمنصب المرشد العام اتجاه الجماعة للتركيز فى المرحلة المقبلة على العمل الاجتماعى، والانسحاب من العمل السياسى، قائلا: "لمن نترك الساحة السياسية إذا كنا الآن نقول ونشكو (من) أنها تحتاج إلى إصلاح، فإذا ما انسحبنا نحن سيزداد السوء سوءا، وسيحملنا الشعب من مسلمين ومسيحيين مسئولية أننا تركنا الساحة للمفسدين". وحول الانتخابات البرلمانية وأداء نواب الجماعة ذكر أن المشكلة الآن ليست فى النواب ولا فى الترشيح، ولكن فى الجو البرلمانى والجو الانتخابى المسدود الذى لا يسمح لإنسان أن يصل بحرية، مدللا بأنه لو سألوا الشعب عن لفظ (انتخابات) حرة ونزيهة سيجدونه يتندر بهذه الألفاظ لأنها لم يعد لها مدلول، مضيفا أن كل الانتخابات كان المسئولون يقولون عنها حرة نزيهة، وبعد انقضائها يقولون الانتخابات القادمة ستكون حرة نزيهة، وأن المسئولين أنفسهم قدروا عدد المقاعد المستحقة للجماعة عام 2005 بمائة وخمسة وثلاثين مقعدا.