وجهت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، نداءً لوقف التدمير المتعمد للتراث الدينى والثقافى فى العراق بشكل فورى. وقالت المديرة العامة فى إشارتها إلى التدمير المتعمد لضريح ومسجد النبى يونس فى الموصل فى 24 يوليو الجارى: "لقد صدمتنى الأنباء الواردة عن أعمال العنف التى ألحقت الضرر بالتراث العراقى الألفى، وذلك لأن تدمير مواقع ذات أهمية دينية وثقافية هى أعمال لا يمكن قبولها ولا السماح بها بأى حال من الأحوال". وأضافت "بوكوفا"، أن تدمير هذا الضريح، الذى يُعتبر ساحة ذات دلالة كبيرة تُمارس فيها العبادات ويُحج إليها الناس منذ تاريخ امتد لقرون عديدة، هو فعل يندرج ضمن الأفعال العديدة الرامية إلى تدمير التراث الدينى والثقافى فى العراق فى الفترة الأخيرة. وصرحت المديرة العامة قائلة: "إننى منزعجة بسبب هذه الاعتداءات العنيفة التى تتعرض لها مواقع التراث الدينى والثقافى، وذلك أن تدمير ضريح النبى يونس هو بمثابة كارثة جديدة تلحق بالتنوع الثرى للتراث والنسيج الثقافى والاجتماعى للعراق، ويجب أن تتوقف على الفور مثل هذه الممارسات؛ كما ينبغى حماية كل طبقة من طبقات الثقافة العراقية ذات الطابع الفريد من نوعه، بما فيها التراث الدينى لهذا البلد، مذكرةً الجميع بأن التدمير المتعمد للتراث الثقافى إنما يُعتبر جريمة من جرائم الحرب. وأضافت المديرة العامة: "إن تنوع التراث الثقافى فى العراق إنما يدل دلالة واضحة على قرون شهدت تعايشًا سلميًا بين كافة الجماعات، وهو ما أدّى إلى بناء مجتمع هذا البلد"، فيما أكّدت مجدداً نداءها الصادر فى 17 يونيو الماضى إلى جميع العراقيين تدعوهم فيه إلى الوقوف معًا من أجل حماية تراثهم الثقافى. جدير بالذكر أن اليونسكو وافقت الأسبوع الماضى، بالتشاور مع خبراء دوليين وعراقيين، على اعتماد خطة عمل طارئة لحماية التراث الثقافى العراقى، وتحدد هذه الخطة التدخلات ذات الأولوية الرامية إلى التخفيف من المخاطر المتزايدة المتعلقة بممارسات التدمير والإضرار والنهب والاتجار غير المشروع التى تلحق بمواقع التراث الثقافى والآثار والمتاحف وما تضمه من مجموعات، فضلاً عن المحفوظات، فى العراق، وذلك فى الوضع الراهن للبلاد الذى يسوده العنف بشكل متواصل.
