"الجابورى والعصيدة والسلات"، ثلاث أكلات متميزة فى رمضان لا يخلو منها بيت فى منطقة حلايب وشلاتين، المتواجدة على الحدود الشرقية الجنوبية لمصر والتابعة لمحافظة البحر الأحمر، يضاف إليها مشروب "الجبنة". ويقول "الشيخ محمد طاهر سدو" أحد مشايخ قبائل شلاتين، "تعد السلات من الوجبات التى تشتهر فى كل قبائل الجنوب وخاصة الشلاتين، فى رمضان، ولا يخلو منزل من إقامة موقد لإعدادها، ويبدأ طهيها قبل المغرب بساعتين"، وتطبخ من لحم ضأن يتم طهيه على أحجار البازلت بعد وضعها وسط الأخشاب والأعشاب المشتعلة، ويتم تقليبها لمدة ساعة ووضع البهارات المختلفة عليها، وأطلق عليها هذا الاسم لأن حجر البازلت يعمل على سلت الدهون من اللحوم. أما "العصيدة" فهى الوجبة الرئيسية فى الشلاتين، وتتكون من الدقيق والماء والملح واللبن، وتستخدم عادة على الإفطار، وأثناء الترحال فى الصحراء لأنها وجبة سهلة وكاملة القيمة الغذائية. يضيف، و"الجابورى" كذلك من الأكلات المميزة عند قبائل الشلاتين، والتى يتناولها المواطنون بشكل شبه يومى فى رمضان، وهى عبارة عن دقيق وماء، يتم عجنهما وخبزهما فى الأرض باستخدام الفحم وتؤكل طازجة". وعندما تبدأ الشمس فى الغروب يبدأ أهالى حلايب وشلاتين بالخروج أمام مساكنهم، ونصب قعدة تتوسطها أدوات إعداد "الجبنة" المشروب الرسمى للمنطقة، الذى يعد واجب الضيافة المعتاد عند تلك القبائل بما يقابل الشاى والقهوة فى ربوع مصر. ويقول الحسن العثمان أحد شباب قبائل الشلاتين، "الجبنة مشروب عربى شهير، يتم تجهيزه بالتحميص اليدوى للبن الأخضر، عن طريق قليه داخل إناء فخارى، حتى يتحول لونه الأحمر إلى بنى داكن، ويستغرق التحميص 3 دقائق، وأثنائها يضاف إلى البن قليلاً من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة التى يطلبها الضيف. ويضيف، "بعد تجهيز الخلطة يُضاف إليها القليل من السكر ثم يقدم المشروب داخل فناجين صغيرة من الخزف الصينى الملون، ومع طول الليل وقعدة السمر مع الأهل والجيران وأبناء القبيلة، لا تطفأ نار الميقد، وكلما فرغ امتلأ من جديد إلى أن تنتهى السهرة، وفيها قد يتناول الفرد الواحد من الجبنة أكثر من 40 فنجاناً، ويجب ألا يترك الضيف أى بقايا للقهوة داخل الفنجان، لأن ذلك يعتبر إهانة، ولا بد أن يشرب أكثر من 3 فناجين، وإذا لم يهز الفنجان عقب الفراغ من الشراب فهذه إشارة إلى أنه يريد المزيد، وإذا كان هناك ضيف غير مرغوب فيه لا نقدم له هذا المشروب، تعبيرًا عن رفضه".