اخترق "اليوم السابع" ثلاجة تخزين الموتى بمستشفى المطرية التعليمى، ورافقت خلال جولتها الحاج "محمد إبراهيم سيد" "59 سنة" والد الشاب المتوفي داخل حجز قسم شرطة المطرية، فجر أمس الأحد، وتجولت معه الكاميرا لتشهد لقاءه الأول بجثمان نجله عقب نبأ وفاته. ورصدت كاميرا "اليوم السابع" لحظة حضور عامل ثلاجة حفظ الموتى لأسرة الشاب المتوفي "أحمد محمد" 22 سنة، وطلبهم منه دخول والده لمشاهدة جثمان نجله للمرة الأولى والأخيرة قبيل نقل الجثمان لمشرحة زينهم لإجراء الفحوصات وعملية التشريح، لمعرفة سبب الوفاة تمهيدًا لدفنه. وظهرت بوابة الثلاجة الخارجية وهى عبارة عن بوابة حديدية تسحب بجرار، ومدخل الثلاجة عبارة عن درج مرتفع قليلاً علي الأرض، والصمت يملأ المكان ويسمع المرء دقات قلبه التي ترتفع فور الدخول لمثل ذلك المكان من شدة الصمت والهدوء، والثلاجة مكونة من عدة غرف كبيرة كل غرفة مساحتها لا تقل عن 70 مترًا مربعًا، وتحوى عددًا كبيرًا من الأدراج التي يوضع بداخلها المتوفين عقب الانتهاء من تغسيلهم. ودخل والد الشاب المتوفي إلى الغرفة التى تحوى عددًا لا يقل عن 30 درجًا كل درج منهم بداخله أحد المتوفين، وبحث عامل الثلاجة عن اسم المتوفي "أحمد محمد إبراهيم سيد"، أحد الموجودين بالثلاجة منذ 15 يونيو 2014، وتبين أنه فى الدرج قبل الأخير، وقام بفتح الدرج بالمفتاح الخاص به. وفور إخراج العامل للدرج الذى يحوي الشاب المتوفي داخل حجز القسم، وكان مغطى بملاية بيضاء لستر وجهه ، صعق والد الشاب وجثا على ركبتيه أمام جثمان نجله أثناء خروجه من درج الثلاجة، واحتضنه بشدة باكيًا والدموع تنهمر منه بغزارة. واحتضن الوالد جثمان نجله وهو يبكى ومنهار تمامًا وقبل جسده وصرخ وهو يردد في لهفة: "يا بنى يا حبيبى رد عليا قولى عملو فيك إيه، دانا كنت مستنى يوم خروجك عشان أعملك زفة وأجوزك عشان أعوضك عن السنتين سجن ظلم يا بنى، منهم لله ضيعوك منى". جدير بالذكر، أن أحمد محمد "22 سنة" والمحبوس داخل حجز قسم شرطة المطرية، توفى عقب إصابته بحالة إعياء شديدة، ونقل على إثرها لمستشفى المطرية التعليمى للعلاج، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة فى الطريق إلى المستشفى.