تا تو فى شرخ الشباب عندما كنت أذهب إلى الحارة العتيقة لأنادى صاحبى تا تو كى نذهب إلى الكلية كنت ألبس بزة عسكرية وأمشى بخطوة ملكية وعندما أنادى صاحبى: تا تو ترتج الحارة التى ينام فيها السكون ولا ينام وترمقنى أعين النساء بنظرات الاستنكار أنت: يا حمار ما عدت صغيرا وما عاد يصح اسم التاتو مع البزة العسكرية والخطوة الملكية - وينزل التاتو مكفهرا يلومنى فى ضجر فيرتعد له الحجر أما قلت: لا يصح هذا الاسم الآن ما عاد اسمى التاتو اسمى عصام وغدا على كتفى سأحمل شارة الحسام بل حسامين إذن فلنكن عصاميين أنت تحمى السدود وأنا أحرس الحدود فما عاد يليق اسم التاتو مع البزة العسكرية ولا عمر الفتوة والحمية وقريبا سأحمل شارة الحسام بل حسامين ونسرا فوق الكتف وأسدا موشوما على الساعدين -- ودارت الأيام وعدت أزور صاحبى عصام فاجأته: تاتو أين شارة الحسام؟ وما تلك التى على كتفيك؟ كيف صار النسر حمامة سلام؟ ومن وضع فى فيك هذا اللجام؟ لماذا لم تبق تحرس الحدود؟ تحمى وتذود؟ وها أنت فى زيك الجديد عارى الساقين... مكشوف الصدر وما عدت تحمل علما تحمل شارة النادى وعلى صدرك صورة علبة زبادى لماذا لم يكفهر وجهك كما كان؟ فقد ناديت عليك: تاتو فلم ترتج الحارة فى ضجر ولم يعبأ لك البشر ولم تلمنى أعين النساء هل غدا عصام هذا المساء بلا حياء؟ التاتو * مستشار اللغة العربية بكلية سان مارك الإسكندرية